صفحة جزء
الثامن : الوجادة


548 . ثم الوجادة وتلك مصدر وجدته مولدا ليظهر      549 . تغاير المعنى ، وذاك أن تجد
بخط من عاصرت أو قبل عهد      550 . ما لم يحدثك به ولم يجز
فقل : بخطه وجدت ، واحترز      551 . إن لم تثق بالخط قل وجدت
عنه ، أو اذكر قيل أو ظننت


القسم الثامن من أقسام أخذ الحديث ونقله الوجادة بكسر الواو وهي مصدر مولد لـ وجد - يجد قال المعافى بن زكريا النهرواني إن المولدين [ ص: 457 ] فرعوا قولهم وجادة فيما أخذ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة ، من تفريق العرب بين مصادر ( وجد ) ، للتمييز بين المعاني المختلفة قال ابن الصلاح يعني قولهم وجد ضالته وجدانا ، ومطلوبه وجودا ، وفي الغضب موجدة ، وفي الغنى وجدا ، وفي الحب وجدا قلت: ولـ ( وجد ) مصدران آخران ، لم يذكرهما وهما جدة في الغضب وفي الغنى ، وإجدان - بكسر الهمزة - حكاهما ابن الأعرابي ، قال ابن سيده : وهذا على بدل الهمزة من الواو ، وليس معنى من المعاني التي ذكرها مقتصرا على مصدر واحد إلا في الحب; فإن مصدره: وجد – بالفتح - لا غير كما قال ابن سيده وكذلك هو مصدر وجد بمعنى حزن قاله الجوهري وغيره. وأما في المطلوب فله مصدران: وجود ، ووجدان حكاهما صاحب " المشارق " وأما في الضالة فله: إجدان أيضا ، كما تقدم. وأما بمعنى الغضب ، فله مصادر موجدة وجدة ووجد -بالفتح- ووجدان ، حكاها ابن سيده وأما بمعنى الغنى ، فله أيضا مصادر [ ص: 458 ] أربعة وجد - مثلث الواو - وجدة ، حكاها الجوهري وابن سيده وقرئ بالثلاثة في قوله تعالى ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ) .

وقولي: ( وذاك ) أي: والوجادة أن تجد بخط من عاصرته لقيته أو لم تلقه أو لم تعاصره ، بل كان قبلك; أحاديث يرويها ، أو غير ذلك مما لم تسمعه منه ، ولم يجزه لك ، فلك أن تقول وجدت بخط فلان ، أخبرنا فلان ، وتسوق الإسناد والمتن أو ما وجدته بخطه ، أو نحو ذلك هذا إذا وثق بأنه خطه ، فإن لم يثق بأنه خطه فليحترز عن جزم العبارة بقوله: بلغني عن فلان ، أو وجدت عنه ، أو وجدت بخط قيل إنه خط فلان ، أو قال لي فلان إنه خط فلان ، أو ظننت أنه خط فلان ، أو ذكر كناته أنه فلان بن فلان ، ونحو ذلك من العبارات المفصحة بالمستند في كونه خطه. قلت: هكذا مثل ابن الصلاح الوجادة بما إذا لم يكن له إجازة ممن وجد ذلك بخطه. وقد استعمل غير واحد من أهل الحديث الوجادة مع الإجازة ، وهو واضح كقوله: وجدت بخط فلان وأجازه لي ، وكذلك لم يذكره القاضي عياض في " الإلماع " في مثال الوجادة ، وإنما أراد الشيخ أن يتكلم على الوجادة الخالية عن الإجازة ، هل هي مستند صحيح في الرواية ، أو العمل ؟ والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية