صفحة جزء
رواية الأقران


833 . والقرنا من استووا في السند والسن غالبا وقسمين اعدد      834 . مدبجا وهو إذا كل أخذ
عن آخر وغيره انفراد فذ


[ ص: 174 ] القرينان : من استويا في الإسناد والسن غالبا ، والمراد بالاستواء في ذلك على المقاربة ، كما قال الحاكم : "إنما القرينان إذا تقارب سنهما وإسنادهما" . وقولي : ( غالبا ) متعلق بالسن فقط ، إشارة إلى أنهم قد يكتفون بالإسناد دون السن ، قال ابن الصلاح : "وربما اكتفى الحاكم بالتقارب في الإسناد ، وإن لم يوجد التقارب في السن" .

ثم إن رواية الأقران تنقسم إلى قسمين :أحدهما : ما يسمونه المدبج - بضم الميم وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة وآخره جيم - وذلك : أن يروي كل واحد من القرينين عن الآخر ، وبذلك سماه الدارقطني وجمع فيه كتابا حافلا في مجلد .

ومثاله في الصحابة : رواية أبي هريرة عن عائشة ، ورواية عائشة عنه ، وفي التابعين : رواية الزهري عن أبي الزبير ، ورواية أبي الزبير عنه ، وفي أتباع التابعين : رواية مالك عن الأوزاعي ، ورواية الأوزاعي عنه ، وفي أتباع الأتباع : رواية أحمد عن علي بن المديني ، ورواية ابن المديني عنه . وتمثيل الحاكم هذا بأحمد وعبد الرزاق ليس بجيد .

والقسم الثاني من رواية الأقران : ما ليس بمدبج ، وهو أن يروي أحد القرينين عن الآخر ، ولا يروي الآخر عنه فيما يعلم ، ومثاله رواية سليمان التيمي عن مسعر ، قال الحاكم : ولا أحفظ لمسعر عن سليمان رواية . وقد يجتمع جماعة من الأقران في [ ص: 175 ] حديث واحد ، كحديث رواه أحمد بن حنبل عن أبي خيثمة زهير بن حرب ، عن يحيى بن معين ، عن علي بن المديني ، عن عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن أبي بكر بن حفص ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : " كن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذن من شعورهن حتى يكون كالوفرة " . وأحمد والأربعة فوقه خمستهم أقران ، كما قال الخطيب .

وقولي : ( وقسمين ) مفعول مقدم لاعدد ، و( مدبجا ) بدل من قسمين ، وغيره منصوب عطفا على : مدبجا تقديره . واعدد ذلك قسمين مدبجا ، وغير مدبج ، و( انفراد ) خبر مبتدأ محذوف ، أي : وهو انفراد ، ( فذ ) أي : انفراد أحد القرينين عن الآخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية