المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4845 (22) باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

[ 847 ] عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . فقلت : يا نبي الله ، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت ! قال : ليس كذلك ; ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه .

وفي أخرى : والموت قبل لقاء الله .

رواه أحمد (6 \ 44 و 55) ، والبخاري (6507) ، ومسلم (2684) (15 و 16) ، والترمذي (1067) ، والنسائي (4 \ 10) ، وابن ماجه (4264) .


(22) ومن باب : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

قولها " كلنا يكره الموت " قول من ظن أنه قد عبر عن الموت بلقاء الله تعالى توسعا ، فأجيب بما يقتضي أن لقاء الله بعد الموت ، وقد نص على ذلك [ ص: 644 ] في طريق آخر فقال : ولقاء الله بعد الموت .

وفي هذا الحديث ما يدل على أنه لا يخرج أحد من هذه الدار حتى يعلم ما له عند الله تعالى من خير أو شر ، وقد قيل ذلك في قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا [ يونس : 64 ]

وهذه الكراهية للموت هي الكراهية الطبيعية التي هي راجعة إلى النفرة عن المكروه والضرر واستصعاب ذلك على النفوس ، ولا شك في وجدانها لكل أحد ، غير أن من رزقه الله تعالى ذوقا من محبته أو انكشف له شيء من جمال حضرته غلب عليه ما يجده من خالص محبته ، فقال عند أزوف رحلته مخاطبا للموت وسكرته كما قال معاذ رضي الله عنه : حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح اليوم من ندم !

وكان يقول عند اشتداد السكرات : اخنقني خنقك ، فوحقك إن قلبي ليحبك !

التالي السابق


الخدمات العلمية