المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
5109 (13) باب

في التواضع

[ 2717 ] عن عياض بن حمار المجاشعي - من حديثه الطويل - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد . وسيأتي .

رواه أحمد (4 \ 162) ، ومسلم (2865) (64) .


و (قوله : " إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ) التواضع نقيض التكبر ، والتكبر : هو الترفع على الغير ، فالتواضع : هو الانخفاض [ ص: 141 ] للغير ، وحاصله أن المتكبر يرى لنفسه مزية على الغير تحمله على احتقاره ، والمتواضع لا يرى لنفسه مزية ، بل يراها لغيره ; بحيث يحمله ذلك على الانخفاض له ، مراعاة لحقه ، ولا شك في أن الكبر مذموم ، فمنه كفر ، وهو الكبر على الله وعلى أنبيائه ، وما عداه من الكبائر ، والتواضع أيضا ، منه : أعلى وأدنى ، والأعلى : هو التواضع لله تعالى ، ولكتابه ولرسوله ، والأدنى : هو ما عداه ، والله تعالى أعلم ، وقد تكلمنا على ذلك فيما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية