التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون هذا عموم معناه الخصوص، وهو فيمن سبق في علم الله أنه سيموت على كفره.

ابن عباس : نزلت في حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف .

الربيع بن أنس : نزلت فيمن قتل يوم بدر من قادة الأحزاب.

والألف في {أأنذرتهم} للتسوية، وهي مضارعة للاستفهام من جهة أنك [ ص: 140 ] إذا قلت: (قد علمت أزيد في الدار أم عمرو؟) ؛ فعلم المخاطب قد استوى فيهما، فلا يدري أيهما في الدار؟ [وقد استوى علمك] مع علمه أن فيها أحدهما، وإذا قلت في الاستفهام: (أزيد في الدار أم عمرو؟) ؛ فأنت لا تدري أيهما في الدار؟ وقد استوى علمك في ذلك مع علمك أن أحدهما في الدار، فالتسوية إبهام على المخاطب، وعلم يقين عند المتكلم، والاستفهام إبهام على المتكلم، [ويجوز أن يكون المخاطب فيه مثل المتكلم]، ويجوز أن يكون عنده يقين مما يسأل عنه.

ولا يقع في التسوية إلا (أم) التي بمعنى: (أي) ، ولا يقع فيها (أو) .

ختم الله على قلوبهم أي: طبع عليها، فمنعهم من الإيمان جزاء على كفرهم.

وعلى أبصارهم غشاوة أي: غطاء يحول بينهما وبين إبصار الهدى، ووحد السمع; لأنه مصدر، وقيل: لدلالة ما أضيف إليه عليه، وقيل: هو على تقدير: على مواضع سمعهم.

والضمائر في {قلوبهم} وما عطف عليه لمن سبق في علم الله أنه لا يؤمن من كفار قريش، وقيل: من المنافقين، وقيل: من اليهود، وقيل: من الجميع.

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر الآية، هذا وصف للمنافقين.

التالي السابق


الخدمات العلمية