التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قد تقدم في الأحكام أكثر ما في هذه الآي من التفسير، فإنما أذكر ما لم أذكره، وكذلك سبيلنا في سائر الكتاب.

قوله: فمن خاف من موص جنفا أو إثما : (الجنف): الميل عن الحق على وجه الخطأ، و (الإثم): العمد.

وقوله: شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن : سمي الشهر شهرا؛ لشهرته في دخوله وخروجه، وسمي رمضان؛ لأنه وافق شدة الحر، فهو مأخوذ من (الرمضاء) ؛ وهي الرمل الحامي من حر الشمس، وسمي القرآن؛ لاجتماع حروفه.

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يعني: ما تقدم من الرخصة للمريض والمسافر.

ولتكملوا العدة أي: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم؛ فعل [ ص: 451 ] ذلك بكم.

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أي: قريب الإجابة.

وقيل: لأنه يسمع دعاءهم سماع القريب المسافة، ولا يجوز أن يتأول على قرب المسافة؛ لأن ذلك غير جائز على البارئ جل وعز.

قتادة : نزلت بسبب قوم سألوا: كيف الدعاء ؟

وقيل: قال رجل: يا رسول الله، أقريب ربنا سبحانه فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت.

وقيل: قال المشركون: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه سبع سماوات، غلظ كل سماء خمس مئة عام، وبين كل سماءين مثل ذلك؟ فنزلت.

وقوله: أجيب دعوة الداع إذا دعان قيل: المعنى: إن شئت.

وقال ابن عباس : كل عبد دعا استجيب له؛ فإن كان الذي يدعو به رزقا [ ص: 452 ] في الدنيا؛ أعطيه، وإن لم يكن رزقا في الدنيا؛ ذخر له.

فليستجيبوا لي أي: فليستدعوا الإجابة.

وقال أبو عبيدة : معناه: فليجيبوني.

[وقيل: معناه: أسمع دعاءه، كما جاء (سمع) في معنى: (أجاب) في قوله: (سمع الله لمن حمده).

وقيل: هو عبارة عن قرب علمه ورحمته، كما يقول القائل: (أسمع كلامك، وأجيب نداءك).

وقيل: أجيب دعاءه إذا كانت فيه المصلحة.

وقيل: معنى الدعاء: العبادة، ومعنى الإجابة: الجزاء عليها والثواب].

هن لباس لكم وأنتم لباس لهن : كل واحد من الزوجين لباس لصاحبه؛ لتجردهما في ثوب واحد، وقيل: لأن كل واحد منهما ستر لصاحبه - فيما يكون بينهما من الجماع - عن أبصار الناس.

[ ص: 453 ] ابن عباس : المعنى: يسكن كل واحد منهما إلى صاحبه.

ومعنى تختانون أنفسكم : تخونونها في ارتكاب ما نهيتم عنه.

و (المباشرة): إلصاق البشرة بالبشرة.

و (الفجر): فجر الصباح، سمي بذلك؛ لانبعاث ضوئه.

حدود الله : ما منع منه.

يسألونك عن الأهلة : سمي الهلال هلالا؛ لأن الناس يهلون بذكره إذا رأوه.

الأصمعي : يسمى هلالا حتى يحجر؛ أي: يستدير بخطة رقيقة.

وقيل: إلى ثلاث ليال.

وقيل: حتى يغلب ضوءه، وذلك في السابعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية