التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

ابن عباس وغيره: {زلزلت} : تحركت من أسفلها.

وقوله: وأخرجت الأرض أثقالها أي: موتاها، عن ابن عباس ومجاهد.

وقوله: وقال الإنسان ما لها : {الإنسان} ههنا: الكافر، عن ابن عباس. الطبري: المراد به: الناس.

وقوله: يومئذ تحدث أخبارها أي: تتكلم بما عمل عليها كلاما يسمع، عن ابن مسعود، وذلك أن الله تعالى يحدث الكلام فيها، وقيل: يظهر منها ما يقوم مقام الكلام، وقيل: تقلب حيوانا ناطقا.

الطبري: تبين أخبارها بالرجة، والزلزلة، وإخراج الموتى، وغير ذلك.

[ ص: 147 ] وقوله: بأن ربك أوحى لها : أوحى لها و (أوحى إليها) سواء، ومعناه ههنا: الإلهام.

وقيل: المعنى: يوم تكون الزلزلة، وإخراج الأرض أثقالها; تحدث الأرض أخبار ما كان عليها من الطاعات والمعاصي، وما عمل على ظهرها من خير وشر، روي ذلك عن الثوري وغيره.

وقوله: يومئذ يصدر الناس أشتاتا أي: يرجعون فرقا، وواحد (الأشتات) : (شت) .

وقوله: ليروا أعمالهم} : [اللام متعلقة بـ {أوحى} ، والمعنى: أوحى إليها؟ ليروا أعمالهم].

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} . قال محمد بن كعب: هذا في الدنيا; يعني: أن الكافر يرى ثواب عمله الحسن في الدنيا، حتى يخرج منها وليست له عند الله حسنة، وكذلك المؤمن يرى عقوبة سيئاته في الدنيا، حتى يخرج منها، وليس عليه ذنب.

وقال ابن عباس: إن ذلك في الآخرة، يري الله المؤمن حسناته وسيئاته، [فيغفر له سيئاته]، ويري ذلك الكافر، فيعذبه بسيئاته، ويرد عليه حسناته.

[ ص: 148 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية