التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قد ذكرت خبر (الفيل) في {الكبير} .

وقوله: وأرسل عليهم طيرا أبابيل أي: جماعات في تفرقة.

وقال أبو عبيدة: لا واحد لها، وقاله الفراء.

أبو جعفر الرؤاسي: أنه سمع في واحدها: (إبالة) ; مشددة، وحكى الفراء: (إبالة) ; مخففة.

الكسائي: واحدها: (إبول) ; كـ (عجول، وعجاجيل) ، وحكى المبرد: أن واحدها: (إبيل) ، وحكى أيضا في واحدها: (إبال) .

[ ص: 168 ] ابن عباس: {أبابيل} : متتابعة، طاووس: كثيرة.

وتقدم القول في معنى {سجيل} .

قال ابن عباس: كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده، فكان ذلك أول الجدري، ثم أرسل عليهم سيلا، فحملهم إلى البحر.

ويروى: أنها لم تصبهم كلهم، لكن أصابت من شاء الله منهم.

وكان الفيل عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم.

وقوله: {فجعلهم كعصف مأكول : قال مجاهد: (العصف) : ورق الحنطة، قتادة: التبن.

ومعنى {مأكول} : أكلته الدواب، فراثته، فيبس، وتفرقت أجزاؤه، فشبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزائه، روي معناه عن ابن زيد وغيره.

وعن ابن عباس: أن المراد به: قشر البر; يعني: الغلاف الذي يكون فوق حبة القمح، فكأنه قال: مأكول ما فيه.

وقيل: المعنى: تأكله البهائم; فسمي بما يؤول إليه أمره.

[ ص: 169 ] أبو عبيدة: هو ورق الزرع; لأن الريح تعصفه; أي: تذهب به يمينا وشمالا.

ويروى: أن الحجر كان يقع على أحدهم، فيخرج كل ما في بطنه، فيبقى كقشر الحنطة إذا خرجت منه الحبة.

التالي السابق


الخدمات العلمية