الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      قد ذكرت خبر (الفيل) في {الكبير} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأرسل عليهم طيرا أبابيل أي: جماعات في تفرقة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو عبيدة: لا واحد لها، وقاله الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو جعفر الرؤاسي: أنه سمع في واحدها: (إبالة) ; مشددة، وحكى الفراء: (إبالة) ; مخففة.

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي: واحدها: (إبول) ; كـ (عجول، وعجاجيل) ، وحكى المبرد: أن واحدها: (إبيل) ، وحكى أيضا في واحدها: (إبال) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 168 ] ابن عباس: {أبابيل} : متتابعة، طاووس: كثيرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في معنى {سجيل} .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس: كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده، فكان ذلك أول الجدري، ثم أرسل عليهم سيلا، فحملهم إلى البحر.

                                                                                                                                                                                                                                      ويروى: أنها لم تصبهم كلهم، لكن أصابت من شاء الله منهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان الفيل عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {فجعلهم كعصف مأكول : قال مجاهد: (العصف) : ورق الحنطة، قتادة: التبن.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {مأكول} : أكلته الدواب، فراثته، فيبس، وتفرقت أجزاؤه، فشبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزائه، روي معناه عن ابن زيد وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس: أن المراد به: قشر البر; يعني: الغلاف الذي يكون فوق حبة القمح، فكأنه قال: مأكول ما فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: تأكله البهائم; فسمي بما يؤول إليه أمره.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 169 ] أبو عبيدة: هو ورق الزرع; لأن الريح تعصفه; أي: تذهب به يمينا وشمالا.

                                                                                                                                                                                                                                      ويروى: أن الحجر كان يقع على أحدهم، فيخرج كل ما في بطنه، فيبقى كقشر الحنطة إذا خرجت منه الحبة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية