التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
[ ص: 240 ] القول في الإمالة وما ضارعها

وذلك إمالة الألفات، وإمالة ما قبل هاء التأنيث، وترقيق اللامات، وترقيق الراءات.

فأما إمالة الألفات; فأكثر القراء السبعة استعمالا لها حمزة والكسائي، ثم أبو عمرو، وأخذ الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بكثير منها.

فأما حمزة والكسائي; فكانا يميلان ذوات الياء من الأسماء والأفعال، إذا كانت الألف المنقلبة عن الياء لاما، ويميلان ألف التأنيث، والألف التي تأتي بعد لام الجمع في المثال الذي على (فعالى) و (فعالى); نحو: قضى [البقرة: 117]، و سعى [البقرة: 205]، و الدنيا [البقرة: 85]، و القصوى [الأنفال: 42]، و إحدى [الأنفال: 7]، و (سلوى)، و (الزنى) [الإسراء: 32]، و الهدى [البقرة: 120]، و يتامى [النساء: 127]، و كسالى [النساء: 142]، وما أشبه ذلك.

وخالف حمزة ففتح وقد هدان في (الأنعام) [80]، و عصاني في (إبراهيم) [36]، وما أنسانيه إلا الشيطان في (الكهف) [63]، و آتاني الكتاب ، وأوصاني بالصلاة في (مريم) [30، 31]، و آتاني الله [النمل: 36]، و أحيا [المائدة: 32] ماضيه ومستقبله إلا أن يعطف بواو، فيوافق الكسائي.

[ ص: 241 ] وقرأ: التوراة [آل عمران: 3] بين اللفظين، وأمال جميع ذلك الكسائي.

وأمالا: موسى [البقرة: 51]، و عيسى [البقرة: 87]، و يحيى [مريم: 7] اسم النبي عليه السلام، و بلى [آل عمران: 125]، و متى [البقرة: 214]، وعسى [البقرة: 216]، و يا ويلتا [المائدة: 31]، و يا أسفى [يوسف: 84]، و يا حسرتا [الزمر: 56]، و أنى [البقرة: 223] التي للاستفهام، و أولى لك فأولى [القيامة: 34]، و فأولى لهم [محمد: 20]، و كلاهما [الإسراء: 23]، و إناه [الأحزاب: 53]، و منهم تقاة [آل عمران: 28]، و مرضات [البقرة: 207]، و سوى [طه: 58]، و سدى [القيامة: 36]، و طوى [طه: 12] في الوقف، وكذلك ما منع التنوين من إمالته في الوصل، أو سقوط الألف الممالة; بسبب ساكن يلقاها; فإنهما يميلانه في الوقف; نحو: مصفى [محمد: 15]، و مفترى [القصص: 36]، و القرى التي [سبأ: 18]، و النصارى المسيح [التوبة: 30] وشبه ذلك.

وأمالا ما جاء على حرفين من حروف التهجي التي في أوائل السور; نحو: (را)، و (طا)، إلا أن حمزة فتح الهاء من كهيعص [مريم: 1].

وأمالا: رأى [الأنعام: 76] إذا لم يلقه ساكن; فإن لقيه ساكن; فتح [ ص: 242 ] الكسائي في الوصل، وأمال حمزة فتحة الراء، وفتح الهمزة، فإذا وقفا عليه; أمالا جميعا.

وانفرد الكسائي بإمالة: دحاها [النازعات: 30]، و طحاها [الشمس: 6]، و تلاها [الشمس: 2]، و سجى [الضحى: 2]، و مرضات الله [البقرة: 207]، و مرضات أزواجك [التحريم: 1]، و (خطايا)، و الرؤيا [الإسراء: 60]، و رؤياي [يوسف: 43] حيث وقع، إلا أن أبا الحارث عنه لم يمل لا تقصص رؤياك [يوسف: 5]، وأمال الدوري، وفتح حمزة ذلك كله.

وأمال حمزة والكسائي: والضحى [الضحى: 1]، وضحاها [الشمس: 1]، و الر [يونس: 1] حيث وقع.

وأمال الدوري عن الكسائي: بارئكم [البقرة: 54]، و البارئ المصور [الحشر: 24]، وسارعوا [آل عمران: 133]، وما تصرف منه، و طغيانهم [البقرة: 15]، و آذانهم [البقرة: 19]، و آذاننا [فصلت: 5]، و الجوار [الشورى: 32]، و كمشكاة [النور: 35]، وفتح ذلك الليث وحمزة.

وأمال الدوري عن الكسائي كل ألف بعدها راء مكسورة في موضع اللام من الفعل; نحو: الدار [الأنعام: 135]، و الغار [التوبة: 40]، وأمال الكافرين [البقرة: 34]، منصوبا أو مجرورا، ووافقه الليث فيما تكررت فيه الراء، فأمال نحو: الأبرار [آل عمران: 193]، وفتح حمزة ذلك كله، إلا أنه يقرأ ما تكررت فيه [ ص: 243 ] الراء بين اللفظين، وزاد -فيما قرأت له به، مما لم تتكرر فيه الراء- حرفين، فقرأهما بين اللفظين; وهما: القهار [إبراهيم: 48]، و دار البوار [إبراهيم: 28].

[وأمال الكسائي: هار [التوبة: 109]، وفتح حمزة].

وأمال حمزة عشرة أفعال ماضية; وهي: شاء [البقرة: 20]، و جاء [النساء: 43]، و (زاد)، و زاغ [النجم: 17]، و خاف [البقرة: 182]، وخاب [إبراهيم: 15]، و طاب [النساء: 3]، و ران [المطففين: 14]، وحاق [هود: 8]، وضاق [هود: 77]، وخالف أصله; ففتح: وإذ زاغت الأبصار [الأحزاب: 10]، و أم زاغت عنهم الأبصار [ص: 63]، ووافقه الكسائي منها على ران وحده، ولا خلاف في فتح المستقبل منها، وما في أوله همزة; نحو: أزاغ [الصف: 5]، و فأجاءها المخاض [مريم: 23].

وأمال حمزة: توفته [الأنعام: 61]، و استهوته [الأنعام: 71]; لأنه قرأ بالألف فيهما موضع التاء.

وأمال الراء من تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في الوصل، وفتح الكسائي، وتقدم وقف حمزة في ذكر الوقف على المهموز، ووقف عليه الكسائي بإمالة الألف [ ص: 244 ] التي بعد الهمزة، وفتح الراء.

التالي السابق


الخدمات العلمية