التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله: يسألونك عن الخمر والميسر : {الخمر} : سمي خمرا; لمخامرته العقل إذا شربه.

{والميسر} : مأخوذ من (اليسر) ؛ وهو وجوب الشيء لصاحبه، يقال: (يسر [ ص: 495 ] لي كذا) ؛ إذا وجب; فهو ييسر يسرا وميسرا.

وقيل: إن اشتقاقه من التجزئة، وكل شيء جزأته فقد يسرته، ومنه قيل للجازر: الياسر.

كذلك يبين الله لكم الآيات أي: تبيينا مثل التبيين المذكور يبين الله لكم.

لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة أي: تتفكرون في أمرهما، فهو ظرف للتفكر.

وقيل: {في} متعلقة بـ {يبين} ، والمعنى: يبين لكم الآيات في أمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون.

وقوله في أمر اليتامى: وإن تخالطوهم فإخوانكم أي: فهم إخوانكم.

والله يعلم المفسد من المصلح أي: يعلم من يخالطهم على وجه الإصلاح أو على وجه الإفساد.

ودخول الألف واللام في {المفسد} و {المصلح} للجنس، لا للتعريف.

ولو شاء الله لأعنتكم أي: لكلفكم ما يشق عليكم; فتعنتون، وأصل (العنت) : كسر العظم; تقول: (عنت العظم عنتا) .

أبو عبيدة : {لأعنتكم} : لأهلككم.

وقوله: ولعبد مؤمن خير من مشرك : وليس في المشرك خير، وهو على [ ص: 496 ] تقدير حذف المضاف، المعنى: ولنكاح عبد مؤمن.

وقال نفطويه: العرب تأتي بـ (أفعل) على وجهين:

أحدهما: التفضيل، وفي المفضول فضل.

والثاني: على الإيجاب للأول، والنفي عن الثاني; كقوله تعالى: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [الفرقان: 24].

وسبب نزول الآية: أن رجلا نكح أمة، فعوتب في ذلك، وكأن الذين عاتبوه كانوا يريدون تزويج مشركات.

وقيل: نزلت بسبب كناز الغنوي، وقد تقدم ذكره.

وتسمية الكتابي مشركا في قول من جعل الآية عامة، خص منها أهل الكتاب; لأنه إذا رد ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام; فقد اعتقد أنه من عند غير الله، فجعل ما لا يكون إلا من عند الله من عند غيره، وذلك شرك.

وقد تقدم القول في قوله تعالى: ويسألونك عن المحيض .

ومعنى قل هو أذى أي: قذر ونجس.

التالي السابق


الخدمات العلمية