التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى : والصلاة الوسطى فيما روي عن علي وابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وغيرهم رضي الله عنهم: صلاة العصر، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وسميت الوسطى على هذا; لأنها بين صلاتي النهار، وصلاتي الليل، وخصت بالذكر; لأنها وقت شغل الناس في أسواقهم، وقت نزول الآية.

وهي عند عكرمة، ومجاهد، وعطاء، وطاووس، وغيرهم: الصبح، وهو [ ص: 534 ] قول مالك، وسميت بذلك; لأنها بين الظلام والضياء، ولا يشركها غيرها في وقتها كسائر الصلوات.

وروي: أنها تشهدها ملائكة الليل، وملائكة النهار.

وعن زيد بن ثابت، وعائشة : أنها الظهر، وسميت بذلك; لأنها وسط النهار.

وعن قبيصة بن ذؤيب : أنها المغرب; وذلك لأن الظهر أول صلاة صلاها جبريل بالنبي عليه الصلاة والسلام.

وقيل: إنما أعيد ذكر الوسطى; لفضلها على سائر الصلوات، كما أعيد ذكر جبريل وميكائيل بعد ذكر الملائكة; لفضلهما.

وقوله: وقوموا لله قانتين قال مجاهد : ساكتين.

ابن عباس، والشعبي : القنوت: الطاعة.

زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: وقوموا لله قانتين .

[ ص: 535 ] وتقدم القول في أصل القنوت.

فإن خفتم فرجالا أو ركبانا : أرخص الله تعالى لأهل الخوف أن يصلوا عند شدة الخوف كيف تيسر لهم، وذلك مذكور في [سورة النساء: 102].

وتقدم القول في: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم ، وفي متعة المطلقة.

التالي السابق


الخدمات العلمية