التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم سواء} : ابتداء، وما بعده من ذكر الإنذار خبره، والجملة خبر {إن} ، أو تكون {سواء} خبر {إن} ، وما بعده في موضع رفع به.

[ ص: 152 ] وعلى أبصارهم غشاوة الرفع بالابتداء، والنصب على الحمل على المعنى، التقدير: (وجعل على أبصارهم غشاوة) ، كما قال القائل: [من الرجز].


(علفتها تبنا وماء باردا) .....................

أي: وسقيتها ماء باردا.

وضم الغين وفتحها وكسرها لغات.

و {غشوة} رد إلى أصل المصادر.

{وما يخادعون إلا أنفسهم} على أن ما يمر ببال المخادع لنفسه بمنزلة [ ص: 153 ] من يخادعه، أو يكون بمعنى {يخدعون} ؛ مثل: (عاقبت اللص) .

ومن قرأ: {وما يخدعون إلا أنفسهم} ؛ فعلى تقدير حذف الجار; أي: (إلا عن أنفسهم) .

وإسكان الراء في {مرض} لغة; كالحلب والحلب.

وتقدم التخفيف والتشديد في: {بما كانوا يكذبون} في التفسير.

وإذا قيل لهم : إشمام الضم فيها وفي أخواتها للفصل بين ما لم يسم فاعله وبين المسمى الفاعل، كما قالوا للمرأة: (أنت تغزين) ، فأشموا (الزاي) الضم; ليفرقوا بينه وبين باب (ترمين) ، ومن أخلص الكسرة; فهو القياس المطرد.

وقوله: إنما نحن مصلحون نحن} : اسم مضمر مبني، يقع للواحد الجليل القدر، والاثنين، والجماعة المخبرين عن أنفسهم، وضمت نونها لالتقاء الساكنين; [ ص: 154 ] لأنها من علامات المضمر المرفوع، فحركت بأخت الرفع، وقيل: ضمت; لأنها اسم مضمر يقع للجميع، [والواو من علامات الجمع]، والضمة من الواو، وقيل: نقلت حركة الحاء إلى النون، والأصل: (نحن) ، وفيها أقوال غير ذلك مذكورة في «الكبير» .

وتركهم في ظلمات إسكان اللام الأصل، والضم إتباع.

حذر الموت : {حذر} مصدر (حذرت) ، و {حذار} مصدر (حاذرت) ، وهو منصوب; لأنه مفعول من أجله ومصدر، وقال الفراء : هو منصوب على التفسير.

{يخطف} و {يخطف} : لغتان، ولا يلزم اعتراض ابن مجاهد بالإجماع على الكسر في {خطف} ؛ لأنه يجوز أن يكون {يخطف} أخذ من لغة من قال: (خطف يخطف) ، و {يخطف} من لغة من قال: (خطف يخطف) ، فجمع في الفعلين بين اللغتين، كما فعل من قرأ: {قنطوا} [الشورى: 28] و {تقنطوا} [الزمر: 53] بالفتح جميعا.

[ ص: 155 ] و {يخطف} أصلها: يختطف، ألقيت حركة التاء على الخاء، وأدغمت، وكذلك {يخطف} ، والخاء مكسورة لالتقاء الساكنين، وحذفت فتحة التاء، وكذلك {يخطف} ، وكسرت الياء إتباعا.

كلما أضاء لهم مشوا فيه كلما} : ظرف منصوب بـ {مشوا} ، وهو جوابه، ولا يعمل فيه {أضاء} ؛ لأنه من صلة (ما) ، والمفعول في قول المبرد محذوف، والتقدير عنده: كلما أضاء لهم البرق الطريق مشوا فيه.

غيره: يجوز أن يكون (فعل) ، و (أفعل) بمعنى; كـ (سكت) ، و (أسكت) ، فيكون (أضاء) و (ضاء) سواء، فلا يحتاج إلى تقدير حذف مفعول.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية