التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى الآية: القول في دخول (ما) [ ص: 182 ] في (إما) مذكور في الإعراب.

وقوله: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ليس فيه دليل على نفي أهوال يوم القيامة وخوفها عن المطيعين; لما وصفه الله تعالى ورسوله من شدائد يوم القيامة، إلا أنه يخففه عن المطيعين، وإذا صاروا إلى رحمته; فكأنهم لم يخافوا.

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الابن) : مشتق من البناء; وهو وضع الشيء على الشيء، والابن فرع للأب، فهو موضوع عليه.

وأصل (ابن) قيل: بني، وقيل، بنو، وقيل: بني، وقيل: بنو، واختيار الأخفش : أن يكون المحذوف منه الواو; لأن حذفها أكثر; لثقلها.

ومعنى {إسرائيل} فيما ذكره بعض المفسرين: عبد الله، كأن (إسرا) بمعنى: عبد، و (إيل) : اسم من أسماء الله عز وجل.

وقيل: (إسرا) من الشد، فكأن [ {إسرائيل} : الذي شده الله، وأتقن خلقه].

[ ص: 183 ] و {إسرائيل} : هو يعقوب عليه السلام.

وقوله: {نعمتي} لفظها لفظ التوحيد، والمراد بها: النعم، وهو تذكير بإنعامه عليهم وعلى آبائهم من قبلهم.

وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ابن عباس : أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي، ونهيتكم عنه من معصيتي.

وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم أي: أرضى عنكم، وأدخلكم الجنة.

الحسن : (عهده) : قوله: خذوا ما آتيناكم بقوة [البقرة: 93، الأعراف: 171]، وقوله: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا الآية [المائدة: 12].

وقيل: هو قوله: وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه الآية [آل عمران: 187].

وإياي فارهبون الرهبة: الخوف.

وآمنوا بما أنـزلت مصدقا لما معكم يعني: القرآن المصدق للتوراة والإنجيل.

ولا تكونوا أول كافر به قيل: المعنى أول فريق كافر به.

وقيل: هو على مذهب الفعل، والمعنى: أول من كفر به، والهاء: قيل: هي للنبي [ ص: 184 ] عليه الصلاة والسلام، وقيل: للقرآن، وقيل: لكتابهم; لأنهم إذا كفروا بالنبي عليه الصلاة والسلام الموصوف فيه; فقد كفروا بكتابهم.

وليس في قوله: ولا تكونوا أول كافر به دليل على إباحة كونهم ثاني كافر به، ولا أكثر من ذلك; لأن النهي عن الشيء لا دليل فيه على إباحة ضده.

ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا يعني: ما أخذوه من الرشا على تغيير التوراة، روي ذلك عن الحسن، وغيره.

ودخول الباء على (الآيات) كدخولها على (الثمن) ، وكذلك كل ما لا عين فيه، وإذا كان في الكلام دنانير أو دراهم; دخلت الباء على الثمن، قاله الفراء .

التالي السابق


الخدمات العلمية