التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم الآية.

قال ابن عباس : الويل: العذاب، وعنه أيضا: واد في جهنم، وروي نحوه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) .

وعن ابن عباس أيضا: هو ما يسيل من صديد أهل النار، الأصمعي : القيح.

[ ص: 258 ] وروي عن عثمان (رضي الله عنه) : أن الويل: جبل في النار.

وأصل الويل: الهلاك، العرب تقول لكل من وقع في هلكة: (ويل له) .

والآية في الذين غيروا صفة النبي عليه الصلاة والسلام من التوراة.

وقوله: {بأيديهم} تأكيد; إذ قد يأمرون به، فنسب إليهم.

ابن السراج : يحتمل أن يكون معنى {بأيديهم} : من تلقائهم، من غير أن ينزل عليهم.

وويل لهم مما يكسبون قيل: من الذنوب، وقيل: من المال الحرام.

وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ابن عباس : زعموا أن العذاب إنما ينالهم إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم، ثم تذهب جهنم وتهلك، وإن ما بين طرفيها إلى شجرة الزقوم أربعين سنة.

الحسن : قالوا: نعذب عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل.

مجاهد : قالوا: الدنيا سبعة آلاف سنة، نعذب لكل ألف يوما.

السدي: قالوا: نعذب، فإذا أكلت النار خطايانا; نودي: أخرجوا كل مختون، فقال الله تعالى: قل أتخذتم عند الله عهدا ، وهو تقرير وتوبيخ.

و {أم} يجوز أن تكون متصلة معادلة لألف الاستفهام; فيكون المعنى:

[ ص: 259 ] أتقولون على الله ما لا تعلمون أم ما تعلمون؟ أو منقطعة; فيتم الكلام على {عهده} ، ثم ابتدأ: أم تقولون على الله ما لا تعلمون على معنى: بل تقولون على الله.

ابن عباس : معنى قل أتخذتم عند الله عهدا : هل قلتم: لا إله إلا الله، ولم تشركوا، ولم تغيروا؟ثم رد الله تعالى قولهم فقال: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون عطاء، وغيره: السيئة ههنا: الشرك.

وهذه الآية في اليهود والتي تليها في أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) .

التالي السابق


الخدمات العلمية