التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله تعالى: ولا تيأسوا من روح الله أي: من رحمة الله.

فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة : قال ابن عباس، وابن جبير: أي: ببضاعة رديئة، لا تجوز إلا بوكس.

وقال مجاهد، والحسن، وغيرهما: قليلة.

الضحاك: كاسدة.

عبد الله بن الحارث: يعنون متاع الأعراب؛ من السمن، والصوف، ونحو ذلك.

أبو صالح: أتوا بالحبة الخضراء، والصنوبر.

[ ص: 536 ] وأصل {مزجاة}: من التزجية؛ وهي الدفع؛ فالمعنى: أنها بضاعة تدفع ولا تؤخذ.

وقوله: فأوف لنا الكيل وتصدق علينا أي: لا تنقصنا من الكيل من أجل رداءة دراهمنا.

وقيل: كانت الصدقة حلالا للأنبياء، وإنما حرمت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وقيل: كانت حراما على جميع الأنبياء عليهم السلام، وإنما سألوا المسامحة.

ابن جريج: المعنى: تصدق علينا برد أخينا إلينا.

وقوله: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون أي: جاهلون بعاقبة فعلكم.

وقيل: المعنى: إذ أنتم صغار جهال، فيكون قولهم: وإن كنا لخاطئين على هذا؛ لأنهم كبروا، ولم يخبروا أباهم بما فعلوه؛ حياء وخوفا منه.

وقوله: لا تثريب عليكم اليوم أي: لا تعيير، ولا لوم، قاله الثوري، وغيره، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا زنت أمة أحدكم؛ فليجلدها، ولا يثربها) ؛ [ ص: 537 ] أي: لا يعيرها.

والوقف على لا تثريب عليكم اليوم : هو المستعمل، وأجاز الأخفش الوقف على {عليكم}.

[والمراد بـ {اليوم} ههنا: يجوز أن يكون الحين والزمان، أو يكون أشار إلى الوقت الذي كشف نفسه فيه لهم، أو أشار إلى انقطاع توبيخه عنهم عند اعترافهم بالذنب].

وقوله: اذهبوا بقميصي هذا الآية:

روي: أن القميص كان من الجنة، كساه الله تعالى إبراهيم إذ ألقي في النار.

وقوله: ولما فصلت العير أي: بالقميص من عند يوسف، قال ابن عباس: حملت الريح ريح يوسف إلى يعقوب عليه السلام مسيرة ثمانية أيام، وقال الحسن: مسيرة شهر، ويقال: إنه كان بالجزيرة.

وقوله: لولا أن تفندون : قال ابن عباس: أي: تسفهون.

عطاء، والضحاك: تكذبون.

الحسن، ومجاهد: تهرمون، وذلك كله راجع إلى التعجيز وتضعيف الرأي.

[ ص: 538 ] وقوله: قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم : قد تقدم معناه.

وقيل: إن الذي قال له ذلك من بقي معه من ولده، ولم يكن عندهم الخبر.

وقيل: قال له ذلك من كان معه من أهله وقرابته.

وقوله تعالى: فلما أن جاء البشير : قيل: هو يهوذا.

وقوله: قال سوف أستغفر لكم ربي : قيل: إنه أخر الاستغفار إلى آخر الليل.

وعن ابن عباس: أخره إلى ليلة الجمعة، ورواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه : يروى: أن يعقوب لما دخل مع أهله إلى مصر؛ سأل يوسف ملك مصر أن يخرج هو والملوك؛ ليلقى يعقوب عليه السلام، ففعلوا، فلقوه وهو يمشي متوكئا على يهوذا، فقال ليوسف: السلام عليك يا مذهب الأحزان عني، فقال له يوسف: يا أبت؛ لم بلغت بنفسك من الحزن ما بلغت؟ أما كانت القيامة تجمعني وتجمعك؟ قال: بلى، ولكني تخوفت أن تبدل دينك؛ فلا نلتقي.

ومعنى آوى إليه أبويه : ضمهما إليه.

قال ابن إسحاق: يعني: أباه وأمه.

[ ص: 539 ] وقال السدي: يعني: أباه وخالته، وكانت أمه ماتت، وتزوج يعقوب أختها.

وقوله: وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين : الاستثناء راجع إلى قوله: قال سوف أستغفر لكم ربي ؛ [والمعنى: سوف أستغفر لكم ربي] إن شاء الله، قاله ابن جريج.

وقيل: المعنى: ادخلوا مصر مقيمين إن شاء الله آمنين.

وقيل: قال لهم ذلك خارجا عن مصر حين خرج يتلقاهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية