التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله تعالى: يوم ندعوا كل أناس بإمامهم : قال ابن عباس، والحسن، والضحاك: أي: بكتابهم; أي: بكتاب كل إنسان منهم الذي فيه عمله، وقال ابن زيد: الكتاب المنزل عليهم.

مجاهد، وقتادة: بنبيهم.

أبو عبيدة: المعنى: بمن كانوا يأتمون به في الدنيا.

وقوله: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى : قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: المعنى: من كان في أمر هذه الدنيا أعمى عن اعتقاد الصواب الذي تقتضيه شواهدها; فهو في الآخرة الغائبة عنه أعمى، وأضل عنه سبيلا.

وقيل: المعنى: من [عمي عن النعم التي أنعم بها عليه في الدنيا، فهو عن نعم الآخرة أعمى.

[ ص: 128 ] وقيل: المعنى: من] كان في الدنيا التي أمهل له فيها وفسح له ووعد بقبول التوبة أعمى; فهو [في الآخرة التي لا توبة فيها أعمى.

والمعنى في قوله: فهو في الآخرة أعمى ] في جميع الأقوال: أشد عمى; لأنه من عمى القلب، ولا يقال مثله في عمى العين، قال الخليل وسيبويه: لأنه خلقة بمنزلة اليد والرجل; فلم يقل: (ما أعماه!) كما لا يقال: (ما أيداه) .

الأخفش: لم يقل ذلك فيه; لأن فعله على أكثر من ثلاثة أحرف، وأصله: (اعماي) .

وقيل: لم يقل فيه: (ما أعماه!) ; للفرق بينه وبين عمى القلب، كما لم يقولوا في سواد اللون: (ما أسوده!) ; للفرق بينه وبين السؤدد، ثم أتبع ذلك سائر الباب; لئلا يختلف.

وقد أجاز بعض النحويين: (ما أعماه!) ، و (ما أعشاه!) ; لأن فعلهما (عمي) ، و (عشي) .

[ ص: 129 ] وقوله: وأضل سبيلا يعني: أنه لا يجد طريقا إلى الهداية.

وقوله: وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره : قال مجاهد، وقتادة: سألوه أن يمس آلهتهم في طوافه، وقالوا له: لا ندعك تستلم الحجر حتى تلم بآلهتنا، فقال: "وما علي أن أفعل ذلك والله يعلم ما في نفسي"، ثم عصمه الله تعالى عن ذلك.

ابن عباس: هم بإنظار ثقيف بالإسلام إلى أن يقبضوا ما أهدي لآلهتهم، ثم يسلموا.

وقيل: هو قول أكابر قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد عنا هؤلاء السقاط والموالي حتى نجلس معك، ونسمع منك; فهم بذلك، حتى نهي عنه.

وإذا لاتخذوك خليلا أي: لو فعلت ما أرادوه منك; لاتخذوك خليلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية