التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=71يوم ندعوا كل أناس بإمامهم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك: أي: بكتابهم; أي: بكتاب كل إنسان منهم الذي فيه عمله، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: الكتاب المنزل عليهم.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: بنبيهم.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: المعنى: بمن كانوا يأتمون به في الدنيا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وغيرهما: المعنى: من كان في أمر هذه الدنيا أعمى عن اعتقاد الصواب الذي تقتضيه شواهدها; فهو في الآخرة الغائبة عنه أعمى، وأضل عنه سبيلا.
وقيل: المعنى: من [عمي عن النعم التي أنعم بها عليه في الدنيا، فهو عن نعم الآخرة أعمى.
[ ص: 128 ] وقيل: المعنى: من] كان في الدنيا التي أمهل له فيها وفسح له ووعد بقبول التوبة أعمى; فهو [في الآخرة التي لا توبة فيها أعمى.
والمعنى في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72فهو في الآخرة أعمى ] في جميع الأقوال: أشد عمى; لأنه من عمى القلب، ولا يقال مثله في عمى العين، قال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه: لأنه خلقة بمنزلة اليد والرجل; فلم يقل: (ما أعماه!) كما لا يقال: (ما أيداه) .
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش: لم يقل ذلك فيه; لأن فعله على أكثر من ثلاثة أحرف، وأصله: (اعماي) .
وقيل: لم يقل فيه: (ما أعماه!) ; للفرق بينه وبين عمى القلب، كما لم يقولوا في سواد اللون: (ما أسوده!) ; للفرق بينه وبين السؤدد، ثم أتبع ذلك سائر الباب; لئلا يختلف.
وقد أجاز بعض النحويين: (ما أعماه!) ، و (ما أعشاه!) ; لأن فعلهما (عمي) ، و (عشي) .
[ ص: 129 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72وأضل سبيلا يعني: أنه لا يجد طريقا إلى الهداية.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: سألوه أن يمس آلهتهم في طوافه، وقالوا له: لا ندعك تستلم الحجر حتى تلم بآلهتنا، فقال:
"وما علي أن أفعل ذلك والله يعلم ما في نفسي"، ثم عصمه الله تعالى عن ذلك.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هم بإنظار ثقيف بالإسلام إلى أن يقبضوا ما أهدي لآلهتهم، ثم يسلموا.
وقيل: هو قول أكابر قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد عنا هؤلاء السقاط والموالي حتى نجلس معك، ونسمع منك; فهم بذلك، حتى نهي عنه.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وإذا لاتخذوك خليلا أي: لو فعلت ما أرادوه منك; لاتخذوك خليلا.
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=71يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ: أَيْ: بِكِتَابِهِمْ; أَيْ: بِكِتَابِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمُ الَّذِي فِيهِ عَمَلُهُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: الْكِتَابُ الْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: بِنَبِيِّهِمْ.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: الْمَعْنَى: بِمَنْ كَانُوا يَأْتَمُّونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُمَا: الْمَعْنَى: مَنْ كَانَ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا أَعْمَى عَنِ اعْتِقَادِ الصَّوَابِ الَّذِي تَقْتَضِيهِ شَوَاهِدُهَا; فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ الْغَائِبَةِ عَنْهُ أَعْمَى، وَأَضَلُّ عَنْهُ سَبِيلًا.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: مَنْ [عَمِيَ عَنِ النِّعَمِ الَّتِي أُنْعِمَ بِهَا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ عَنْ نِعَمِ الْآخِرَةِ أَعْمَى.
[ ص: 128 ] وَقِيلَ: الْمَعْنَى: مَنْ] كَانَ فِي الدُّنْيَا الَّتِي أُمْهِلَ لَهُ فِيهَا وَفُسِحَ لَهُ وَوُعِدَ بِقَبُولِ التَّوْبَةِ أَعْمَى; فَهُوَ [فِي الْآخِرَةِ الَّتِي لَا تَوْبَةَ فِيهَا أَعْمَى.
وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى ] فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ: أَشَدُّ عَمًى; لِأَنَّهُ مِنْ عَمَى الْقَلْبِ، وَلَا يُقَالُ مِثْلُهُ فِي عَمَى الْعَيْنِ، قَالَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ: لِأَنَّهُ خِلْقَةٌ بِمَنْزِلَةِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ; فَلَمْ يُقَلْ: (مَا أَعْمَاهُ!) كَمَا لَا يُقَالُ: (مَا أَيْدَاهُ) .
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ: لَمْ يُقَلْ ذَلِكَ فِيهِ; لِأَنَّ فِعْلَهُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفِ، وَأَصْلُهُ: (اعْمَايَّ) .
وَقِيلَ: لَمْ يُقَلْ فِيهِ: (مَا أَعْمَاهُ!) ; لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَى الْقَلْبِ، كَمَا لَمْ يَقُولُوا فِي سَوَادِ اللَّوْنِ: (مَا أَسْوَدَهُ!) ; لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّؤْدَدِ، ثُمَّ أُتْبِعَ ذَلِكَ سَائِرُ الْبَابِ; لِئَلَّا يَخْتَلِفَ.
وَقَدْ أَجَازَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: (مَا أَعْمَاهُ!) ، وَ (مَا أَعْشَاهُ!) ; لِأَنَّ فِعْلَهُمَا (عَمِيَ) ، وَ (عَشِيَ) .
[ ص: 129 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72وَأَضَلُّ سَبِيلا يَعْنِي: أَنَّهُ لَا يَجِدُ طَرِيقًا إِلَى الْهِدَايَةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: سَأَلُوهُ أَنْ يَمَسَّ آلِهَتَهُمْ فِي طَوَافِهِ، وَقَالُوا لَهُ: لَا نَدَعُكَ تَسْتَلِمُ الْحَجَرَ حَتَّى تُلِمَّ بِآلِهَتِنَا، فَقَالَ:
"وَمَا عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي"، ثُمَّ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: هَمَّ بِإِنْظَارِ ثَقِيفٍ بِالْإِسْلَامِ إِلَى أَنْ يَقْبِضُوا مَا أُهْدِيَ لِآلِهَتِهِمْ، ثُمَّ يُسْلِمُوا.
وَقِيلَ: هُوَ قَوْلُ أَكَابِرِ قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اطْرُدْ عَنَّا هَؤُلَاءِ السُّقَّاطَ وَالْمَوَالِيَ حَتَّى نَجْلِسَ مَعَكَ، وَنَسْمَعَ مِنْكَ; فَهَمَّ بِذَلِكَ، حَتَّى نُهِيَ عَنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا أَيْ: لَوْ فَعَلْتَ مَا أَرَادُوهُ مِنْكَ; لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا.