التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

قوله: فظلت أعناقهم لها خاضعين : قال الزجاج: المعنى: فتظل; لأن الجزاء

[ ص: 58 ] يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل.

أبو علي: الفعل بعد الفاء منقطع عن عامل الجزم، وإذا انقطع عنه; لم يجز أن يقع الماضي موقع المستقبل على حد ما كان يقع قبل أن ينقطع; فلم يقع الماضي موقع المستقبل ههنا من حيث ذكر الزجاج، لكن كما يقع في غير هذا.

ومن نصب ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ; حمله على: أن يكذبون ، ومن رفع; استأنف.

ومن كسر الفاء من {فعلتك} ; فهي كناية عن الحال التي يكون عليها; كـ (الجلسة ) ، و (المشية ) ، و (الفعلة ) قد تعاقب الفعل; نحو: صبغة الله ، و (صبغ ) ، و (صفوة الشيء ) ، و (صفوه ) .

وقوله: وابعث في المدائن حاشرين : يجوز أن يكون الهمز في {المدائن} على أنها (فعائل ) من (مدن ) ، ويجوز أن يكون (مفاعل ) من (دان يدين ) ، ويكون الهمز فيها مسموعا.

وقوله: أن كنا أول المؤمنين : من فتح {أن} ; فعلى معنى: لأن كنا،

[ ص: 59 ] ومن كسر; فهو على ما تستعمله العرب من استعمال لفظ الشرط فيما قد كان وقع، ومثله ما أنشد سيبويه: (من الطويل )


أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

ومن قرأ: {حذرون} ; فهو اسم الفاعل من (حذر يحذر ) ، ومن قرأ: {حاذرون} ، فـ (الحاذر ) : الذي يفعل الحذر فيما يستقبل.

وقيل: معنى {حذرون} : استشعرنا الحذر; فهو كالخلقة.

وقيل: معنى (حاذرين ) : حاملين السلاح، و (حذرين ) : مستعدين السلاح.

ومن قرأ: {حادرون} ; بالدال; فـ (الحادر ) : القوي الشديد.

ومن قرأ: {لمدركون} ; فمعناه: متتابعون، من (ادراك الشيء ) ; إذا تتابع، ففني.

[ ص: 60 ] ومن قرأ: {لمدركون} ; فهو ظاهر.

ومن قرأ: {أزلقنا} ; بالقاف; فمعناه: أهلكناهم، من قولهم: (أزلقت الفرس، فهي مزلق ) ; إذا ألقت ولدها.

ومن قرأ: بالفاء; فالمعنى: قربنا، وجمعنا.

وقوله: هل يسمعونكم إذ تدعون : (سمعت: إذا جاءت على بابها من التعدي إلى ما كان صوتا مسموعا; تعدت إلى مفعول واحد، فإن وقعت على جوهر; تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتا; نحو: (سمعت زيدا يقرأ ) ، ولا يجوز: (سمعت زيدا يقوم ) ; فتقدير الآية: هل يسمعون دعاءكم وقد تقدم القول فيه، ولا يقتصر على المفعول الواحد إن لم يكن في الكلام دلالة عليه.

ومن قرأ: {هل يسمعونكم} ; فالفعل متعد إلى مفعولين، والثاني محذوف; التقدير: هل يسمعونكم جوابا إذ تدعون؟

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية