التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

قوله: فإذا هم فريقان يختصمون : يجوز أن تكون (إذا ) متعلقة بمحذوف; كقولك: (خرجت فإذا زيد ) ، كأنك قلت: (فكان زيد ) ، فيجوز على هذا

[ ص: 123 ] التقدير كون قوله: {فريقان} بدلا من قوله: {هم} ، والإخبار عن البدل كالإخبار عن المبدل منه.

ويجوز أن تكون (إذا ) متعلقة بما في {فريقان} من معنى الفعل، ويكون فريقان يختصمون جميعا خبرا عن {هم} ، ويجوز أن تتعلق (إذا ) بـ {يختصمون} .

ويجوز أن يكون {فريقان} خبرا، و {يختصمون} : وصفا، وتتعلق (إذا ) بما في (فريق ) من معنى الفعل، لا بـ {يختصمون} ; لأن الصفة لا تتقدم على الموصوف.

ويجوز أن يكون {يختصمون} حالا مما في قوله: {فريقان} من الذكر، فيجوز على هذا أن يكون {يختصمون} عاملا في (إذا ) ; لأن الحال تتقدم على ذي الحال، وليست كالصفة.

[ويجوز إذا قدرت قوله {فريقان} بدلا من {هم} أن يكون {يختصمون} حالا، والعامل فيها ما في (إذا ) من معنى الفعل].

[ ص: 124 ] وقوله: قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه : إن قدر {تقاسموا} ماضيا، وقرئ: {لتبيتنه وأهله ثم لتقولن} بالتاء; فهو على حكاية الخطاب في الحال التي يخاطب بها، وإن كان الفعلان بالياء، فلأن {تقاسموا} لفظه لفظ الغيبة.

ويجوز أن يكون {تقاسموا} على مثال الأمر، فيكون خطابا بالتاء، على أن المخاطب أخرج نفسه من الجملة، وتجوز على هذا في {لنبيتنه} و {لنقولن} النون على حمل الكلام على المعنى، لأنه إذا قال: {تقاسموا} ; فكأنه قال: لنتقاسم ولا تجوز الياء.

ومن قرأ: {إنا دمرناهم} بالكسر، فعلى الاستئناف، والجملة تفسير لـ (العاقبة ) ، ويجوز في {كان} أن تكون مفتقرة إلى الخبر، فيكون اسمها {عاقبة} ، وخبرها {كيف} ، ويجوز أن تكون بمعنى: (وقع ) ، وتكون {كيف} ظرفا لها، أو حالا، فإن جعلتها [ظرفا; تعلق بـ {كان} الذي بمعنى

[ ص: 125 ] الحدوث، وإن جعلتها] حالا تعلق بمحذوف; كقولك (في الدار وقع زيد ) ، فالتقدير: وقع زيد مستقرا في هذه الحال.

ومن فتح (إن ) ، جاز أن تكون نصبا على أنها خبر {كان} ، واسمها: (العاقبة ) ، و {كيف} في موضع حال، والعامل في الحال {كان} ، أو ما دل عليه الكلام من الفعل; لأن (التدمير ) يدل على (دمر ) .

وإن قدرت {كان} بمعنى: (وقع ) ; جاز أن تكون أن في موضع رفع على البدل من {عاقبة} ، وجاز أن تكون خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو أنا دمرناهم، و {كيف} : في موضع الحال.

وأجاز الفراء أن تكون بدلا من {كيف} ، ويجوز أن تكون نصبا على تقدير: لأنا دمرناهم.

فتلك بيوتهم : ابتداء وخبر، و {خاوية} : حال.

ويجوز رفع {خاوية} على أنها خبر عن {تلك} ، و {بيوتهم} : بدل من {تلك} .

[ ص: 126 ] ويجوز أن تكون {بيوتهم} : عطف بيان، {خاوية}: خبرا عن {تلك} .

[ويجوز أن تكون {بيوتهم} و {خاوية} خبرين عن {تلك} .

ويجوز أن يكون رفع {خاوية} على أنها خبر مبتدأ محذوف، أو بدل من (البيوت ) .

ومن قرأ: {أمن جعل الأرض قرارا} بالتخفيف; فعلى تقدير: أمن جعل الأرض قرارا خير أم ما تشركون؟ فحذف الخبر، لدلالة قوله آلله خير أما يشركون عليه.

ومن شدد; فالتقدير: آلهتكم التي لا تضر ولا تنفع أحق بالعبادة، أم من جعل الأرض قرارا؟

وتقدم القول في: {بل أدرك} و {بل ادارك}، وقد يجئ (افتعل ) و (تفاعل ) بمعنى، ولذلك صحح (ازدوجوا ) حين كان بمعنى: (تزاوجوا ) .

ومن قرأ: {بل ادرك} ; فالأصل: {بل أدرك} ; فنقل الحركة.

[ ص: 127 ] ومن قرأ: {بل ادرك} ; بفتح اللام، فإنه عدل إلى الفتحة لخفتها، وقد حكى نحو ذلك قطرب في قم الليل [المزمل: 20]، و (بع الثوب ) ، ونحوه.

ومن قرأ: {بل آدرك} فـ {بل} : استئناف، وما بعدها استفهام.

ومن قرأ: {بلى آدرك} ; فهو جواب، كأنه لما قال: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ; كأن قائلا قال: ما الأمر كذلك، فقال: {بلى} ، ثم استفهم مستأنفا، فقال: {آدرك علمهم في الآخرة} ؟

ومن قرأ: {بل تدارك} ; فهو أصل: {بل ادارك} .

وقوله: قل عسى أن يكون ردف لكم : اللام في {لكم} : زائدة، والمعنى: ردفكم.

وقيل: إن في {يكون} إضمار الحديث، و {بعض} : مرفوع بـ {ردف} ، ودخلت اللام حملا على المعنى، لأن معناه: اقترب لكم.

[ ص: 128 ] ومن قرأ: {تكن صدورهم} ; فهو من (كننت الشيء ) إذا سترته، فكأن الضمير الذي في الصدور كالجسم الساتر.

ومن قرأ: {تكن} ; فهو المعروف: يقال: (أكننت الشيء ) إذا أخفيته في نفسك.

ومن قرأ: {وما أنت بهادي العمي} ; بالإضافة في السورتين، فاسم الفاعل للمحال، أو الاستقبال، والإضافة في نية الانفصال، ومن نون ونصب، فهو الأصل، و (تهدي العمي) : ظاهر.

ومن قرأ: {تكلمهم} فمعناه: تجرحهم، على ما جاء في الخبر من أنها تسم المؤمن والكافر، و {تكلمهم} يحتمل ذلك، ويحتمل أن يكون من التكليم; وهو الظاهر.

[ ص: 129 ] ومن قرأ: {وكل أتوه داخرين} ; فهو فعل من الإتيان، وحمل على معنى {كل} دون لفظها.

ومن قرأ: {وكل آتوه} فهو اسم الفاعل من (آتى ) ، يدل على ذلك قوله: وكلهم آتيه يوم القيامة فردا [مريم: 95].

ومن قرأ : {وكل أتاه} حمله على لفظ {كل} دون معناها، وحمل {داخرين} على المعنى.

صنع الله : منصوب على المصدر، ودل عليه وهي تمر مر السحاب .

وقيل: هو إغراء، فيوقف على هذا على {السحاب} ، ولا يوقف عليه على التقدير الأول.

ويجوز رفعه على تقدير: ذلك صنع الله.

ومن قرأ: {من فزع يومئذ} ; بالتنوين; انتصب {يومئذ} بالمصدر الذي هو {فزع} ، ويجوز أن يكون صفة لـ {فزع} ، ويكون متعلقا بمحذوف، لأن المصادر يخبر عنها بأسماء الزمان، ويوصف بها، ويجوز أن يتعلق باسم الفاعل الذي هو {آمنون} .

[ ص: 130 ] والإضافة على الاتساع في الظروف.

ومن حذف التنوين وفتح الميم بناه، لأنه ظرف زمان، وليس الإعراب في ظرف الزمان متمكنا، فلما أضيف إلى غير معرب، بني.

أبو حاتم: {يومئذ} كـ (خمسة عشر ) .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية