التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

تنزيل الكتاب : رفع بالابتداء، والخبر: لا ريب فيه ، أو من رب العالمين ، ويكون لا ريب فيه في موضع الحال من {الكتاب}، وإذا كان الخبر لا ريب فيه ؛ فـ {من} متعلقة بـ {تنزيل}.

أو رفع على تقدير: هذا تنزيل، ويجوز نصبه على المصدر.

ومن فتح اللام من أحسن كل شيء خلقه فهو فعل في موضع نصب على النعت لـ {كل}، أو في موضع جر على النعت لـ {شيء}.

[ ص: 257 ] ومن أسكن اللام؛ فهو مصدر دل عليه {أحسن} ؛ لأن معناه: خلق كل شيء، والهاء ضمير اسم الله تعالى، لأن المصدر لم يسند الفعل المنتصب عنه إلى فاعل ظاهر، وما كان من هذا النحو، فقد أضيف إلى الفاعل؛ بنحو: صنع الله [النمل: 88]، وشبهه.

وقيل: إن {خلقه} بدل من {كل}.

وقيل: هو مفعول ثان لـ {أحسن} على أن يكون معنى {أحسن}: ألهم وعلم، فيتعدى إلى مفعولين.

وقيل: هو منصوب على التفسير، والمعنى: أحسن كل شيء خلقا.

وقيل: هو منصوب بسقوط الجار، والمعنى: أحسن كل شيء في خلقه، وروي معناه عن ابن عباس.

ويجوز (خلقه) بالرفع؛ على تقدير: ذلك خلقه.

وقالوا أإذا ضللنا في الأرض : العامل في {إذا} فعل مضمر؛ التقدير: أنبعث إذا ضللنا؟

وتقدم القول في الضاد والصاد من {ضللنا}، وفي كسر اللام وفتحها.

[ ص: 258 ] ومن أسكن الياء من قوله: {ما أخفي لهم} ؛ فهو فعل مستقبل، وألفه ألف المتكلم، و {ما}: في موضع نصب بـ {أخفي}، وهي استفهام، والجملة في موضع نصب، لوقوعها موقع المفعولين، والضمير العائد على {ما} محذوف.

ومن فتح الياء فهو فعل ماض مبني للمفعول، و {ما}: في موضع رفع بالابتداء، والخبر {أخفي} وما بعده، والضمير في {أخفي} عائد على {ما}.

ومن قرأ {قرات أعين} ؛ فهو جمع (قرة)، وحسن الجمع فيه إضافته إلى جمع، والإفراد لأنه مصدر، وهو اسم للجنس.

فلا تكن في مرية من لقائه : إن قدرت الهاء لـ {الكتاب} ؛ فالمصدر مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف، وإن قدرت لـ {موسى} فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمفعول محذوف.

ومن جعل المعنى: من لقاء النبي صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام، فليس في الكلام حذف مفعول.

[ ص: 259 ] ومن جعل المعنى: من لقاء موسى التوراة، فالمفعول محذوف.

ومن جعل الهاء لما لاقى موسى من تكذيب قومه، فالهاء أيضا لـ {موسى}.

وقوله: لما صبروا : من قرأ: {لما} ؛ جعله كالمجازاة، وأغنى الفعل المتقدم عن الجواب، والمعنى: لما صبروا جعلناهم أئمة.

ومن قرأ: {لما صبروا} ؛ فاللام متعلقة بـ (جعلنا) ؛ والتقدير: جعلناهم أئمة؛ لصبرهم.

وتقدم القول في أولم يهد لهم ، وفي فاعل {يهد}.

وقوله: يمشون في مساكنهم : يحتمل الضمير في {يمشون} ضربين:

أحدهما: أن يكون للمنبهين على النظر والاعتبار؛ أي: أنهم يمشون في مساكن المهلكين، ولا يعتبرون.

والآخر: أن يكون ضمير المهلكين، فيكون حالا، والمعنى: أهلكناهم ماشين في مساكنهم.

وفتح الظاء وكسرها من إنهم منتظرون : ظاهران.

[ ص: 260 ] هذه السورة مكية، سوى ثلاث آيات [منها؛ من قوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا إلى تمام ثلاث آيات [18 - 20]: نزلن بالمدينة في من قدمنا ذكره في التفسير.

وعددها في البصري: تسع وعشرون آية، وفي بقية الأعداد: ثلاثون.

اختلف منها في آيتين:

الم [1]: كوفي.

أإنا لفي خلق جديد [10]: مدنيان، ومكي، وشامي.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية