الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      تنزيل الكتاب : رفع بالابتداء، والخبر: لا ريب فيه ، أو من رب العالمين ، ويكون لا ريب فيه في موضع الحال من {الكتاب}، وإذا كان الخبر لا ريب فيه ؛ فـ {من} متعلقة بـ {تنزيل}.

                                                                                                                                                                                                                                      أو رفع على تقدير: هذا تنزيل، ويجوز نصبه على المصدر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح اللام من أحسن كل شيء خلقه فهو فعل في موضع نصب على النعت لـ {كل}، أو في موضع جر على النعت لـ {شيء}.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 257 ] ومن أسكن اللام؛ فهو مصدر دل عليه {أحسن} ؛ لأن معناه: خلق كل شيء، والهاء ضمير اسم الله تعالى، لأن المصدر لم يسند الفعل المنتصب عنه إلى فاعل ظاهر، وما كان من هذا النحو، فقد أضيف إلى الفاعل؛ بنحو: صنع الله [النمل: 88]، وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن {خلقه} بدل من {كل}.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو مفعول ثان لـ {أحسن} على أن يكون معنى {أحسن}: ألهم وعلم، فيتعدى إلى مفعولين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو منصوب على التفسير، والمعنى: أحسن كل شيء خلقا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو منصوب بسقوط الجار، والمعنى: أحسن كل شيء في خلقه، وروي معناه عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز (خلقه) بالرفع؛ على تقدير: ذلك خلقه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا أإذا ضللنا في الأرض : العامل في {إذا} فعل مضمر؛ التقدير: أنبعث إذا ضللنا؟

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في الضاد والصاد من {ضللنا}، وفي كسر اللام وفتحها.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 258 ] ومن أسكن الياء من قوله: {ما أخفي لهم} ؛ فهو فعل مستقبل، وألفه ألف المتكلم، و {ما}: في موضع نصب بـ {أخفي}، وهي استفهام، والجملة في موضع نصب، لوقوعها موقع المفعولين، والضمير العائد على {ما} محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح الياء فهو فعل ماض مبني للمفعول، و {ما}: في موضع رفع بالابتداء، والخبر {أخفي} وما بعده، والضمير في {أخفي} عائد على {ما}.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ {قرات أعين} ؛ فهو جمع (قرة)، وحسن الجمع فيه إضافته إلى جمع، والإفراد لأنه مصدر، وهو اسم للجنس.

                                                                                                                                                                                                                                      فلا تكن في مرية من لقائه : إن قدرت الهاء لـ {الكتاب} ؛ فالمصدر مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف، وإن قدرت لـ {موسى} فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمفعول محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن جعل المعنى: من لقاء النبي صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام، فليس في الكلام حذف مفعول.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 259 ] ومن جعل المعنى: من لقاء موسى التوراة، فالمفعول محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن جعل الهاء لما لاقى موسى من تكذيب قومه، فالهاء أيضا لـ {موسى}.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لما صبروا : من قرأ: {لما} ؛ جعله كالمجازاة، وأغنى الفعل المتقدم عن الجواب، والمعنى: لما صبروا جعلناهم أئمة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {لما صبروا} ؛ فاللام متعلقة بـ (جعلنا) ؛ والتقدير: جعلناهم أئمة؛ لصبرهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في أولم يهد لهم ، وفي فاعل {يهد}.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يمشون في مساكنهم : يحتمل الضمير في {يمشون} ضربين:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أن يكون للمنبهين على النظر والاعتبار؛ أي: أنهم يمشون في مساكن المهلكين، ولا يعتبرون.

                                                                                                                                                                                                                                      والآخر: أن يكون ضمير المهلكين، فيكون حالا، والمعنى: أهلكناهم ماشين في مساكنهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وفتح الظاء وكسرها من إنهم منتظرون : ظاهران.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 260 ] هذه السورة مكية، سوى ثلاث آيات [منها؛ من قوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا إلى تمام ثلاث آيات [18 - 20]: نزلن بالمدينة في من قدمنا ذكره في التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها في البصري: تسع وعشرون آية، وفي بقية الأعداد: ثلاثون.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في آيتين:

                                                                                                                                                                                                                                      الم [1]: كوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      أإنا لفي خلق جديد [10]: مدنيان، ومكي، وشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية