[ ص: 432 ] وقوله: 
فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون يعني: أهل الجنة. 
وقوله: 
قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين  : روي: أنها 
نزلت في شريكين جمعا مالا، ثم اقتسماه، فتصدق أحدهما بنصيبه، ثم جاء يستقرض الآخر، فأنكر عليه ما صنع، روي معناه عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني.   nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   : هو قول مشرك لصاحب له مؤمن. 
وقوله: أإنا لمدينون أي: مجزيون، وهذا جواب للاستفهامين جميعا، والمعنى: قال قائل من أهل الجنة: إني كان لي قرين ينكر البعث، ويقول: أتصدق أنك تبعث بعد أن تكون عظاما، وتجزى بعملك؟! روي معناه عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   . 
حابه، أو لخدامه، أو للملائكة: هل أنتم مشرفون عوقوله: 
قال هل أنتم مطلعون  : أي: قال الذي في الجنة لأصلى النار؟ 
فاطلع فرآه في سواء الجحيم أي: في وسطها. 
وقوله: 
قال تالله إن كدت لتردين أي: لتهلكني 
ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أي: من المحضرين في النار.  
[ ص: 433 ] وقوله: 
أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين  : هذا من قول المؤمن توبيخا للكافر. 
ثم قال المؤمن مشيرا إلى ما هو فيه 
إن هذا لهو الفوز العظيم  . 
وقوله: 
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم  : هذا من قول الله عز وجل، و (النزل): الرزق. 
وتقدم القول في 
شجرة الزقوم ، وتقدم معنى 
إنا جعلناها فتنة للظالمين في (بني إسرائيل) [الإسراء: 60] و {الزقوم}: ثمر شجرة منكرة الطعم، منتنة الرائحة، مرة، و (التزقم) في اللغة: البلع بشدة. 
وقوله: 
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم يعني: أنها خلقت من النار. 
طلعها كأنه رءوس الشياطين  : شبهها بذلك; لأن قبح رؤوس الشياطين متصور في الأنفس وإن كان غير مرئي، ومن ذلك قولهم لكل قبيح: (هو كصورة الشيطان). 
وقيل: إنما شبه ذلك بـ 
رءوس الشياطين لأنه قد أعلم أنه يشوه خلقهم في النار.  
[ ص: 434 ] وقيل: إنما شبه بنبات قبيح باليمن، يقال له: (رؤوس الشياطين) وهو معروف. 
وقيل: إن {الشياطين} ضرب من الحيات معروف. 
وقوله: 
ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم  : (الشوب): الخلط، فأخبر أنه يشاب بالحميم، وهو الماء الحار؛ ليكون أبشع. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي:  يشاب لهم الحميم بغساق أعينهم، وصديد من قيحهم ودمائهم. 
وقوله: 
ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم  : قيل: إن هذا يدل على أنهم كانوا حين أكلوا الزقوم في عذاب في غير النار، ثم يردون إليها. 
وقيل: المعنى: ثم أخبرك أن مرجع الكفار إلى الجحيم. 
وقوله: 
إنهم ألفوا آباءهم ضالين أي: صادفوهم كذلك. 
فهم على آثارهم يهرعون  : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة   : يسرعون. 
أبو عبيدة: يستحثون من خلفهم. 
وقيل: يزعجون من شدة الإسراع. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج   : يقال: (هرع، وأهرع) إذا استحث، وأزعج. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج   :  
[ ص: 435 ] المعنى: يهرعون في الضلال.