التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الحق من ربك أي: هذا هو الحق من ربك.

[ ص: 367 ] ومعنى {الممترين}: الشاكين، وهذا خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، والمراد: أمته.

ولكل وجهة هو موليها : ولكل أهل ملة من اليهود والنصارى قبلة، الله موليها إياهم، أو صاحب القبلة موليها وجهه، وذلك مذكور في الإعراب.

روي معنى ذلك عن مجاهد، وغيره.

الحسن : المعنى: ولكل نبي طريقة؛ يعني: اختلاف الأحكام.

وقيل: المعنى: ولكل قوم من المسلمين وجهة إلى الكعبة حيث كان.

فاستبقوا الخيرات أي: بادروا إلى الطاعات.

وتكرير أمر القبلة وغيره من القصص تأكيد.

وقيل: لأن الله تعالى علم أن القرآن لا يستكمله كل أحد، فلو لم يتكرر؛ لكان عند بعض الناس ما ليس عند بعض، روي معناه عن جعفر بن محمد .

لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم : الاستثناء - في قول ابن عباس وغيره - متصل، واختاره الطبري وقال: (نفى الله تعالى أن يكون لأحد حجة على النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في استقبالهم الكعبة، إلا مشركي قريش؛ [ ص: 368 ] فإنهم احتجوا بحجة باطلة؛ فقالوا: توجهتم إلى قبلتنا لأنا كنا أهدى منكم؛ فالحجة بمعنى: المحاجة والمجادلة).

وقيل: هو منقطع، والمعنى: لكن الذين ظلموا فإنهم يحتجون بالباطل.

أبو عبيدة : (إلا) بمعنى الواو، والمعنى: (ولا الذين ظلموا).

قطرب : يجوز أن يكون المعنى: لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا على الذين ظلموا منهم؛ فـ (الذين): بدل من الكاف والميم في (عليكم).

وقيل: (الحجة): أن يقال: قد أمرتم باستقبال الكعبة ولا ترونها، فقطع ذلك بقوله: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره .

وقوله: ولأتم نعمتي عليكم الأخفش : هو معطوف على لئلا يكون للناس عليكم حجة .

الزجاج : اللام متعلقة بمحذوف، المعنى: (ولأتم نعمتي عليكم عرفتكم قبلتكم، ولأنه لا حجة للناس عليكم).

كما أرسلنا فيكم رسولا منكم [أي: كما أرسلنا فيكم رسولا منكم] [ ص: 369 ] فاذكروني، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وغيره، واختاره الزجاج .

الفراء : المعنى: ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا فيكم.

وقيل: المعنى: ولعلكم تهتدون اهتداء مثل ما أرسلنا.

وقيل: الكاف في موضع الحال، والمعنى: ولأتم نعمتي عليكم في هذه الحال.

والتشبيه واقع على أن النعمة في القبلة كالنعمة في الرسالة، وأن الذكر المأمور به في عظمه كعظم النعمة.

ومعنى أذكركم : أذكركم برحمتي.

التالي السابق


الخدمات العلمية