التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض الآية.

روي: أن الله تعالى لما أنزل: وإلهكم إله واحد} ؛ قال المشركون: هل من دليل على ذلك؟ فنزلت الآية.

ومعنى واختلاف الليل والنهار : تعاقبهما.

{والفلك}: السفن، الواحد والجمع فيه سواء.

وبث فيها من كل دابة : فرق، و (الدابة): كل ما دب من الخلق.

وتصريف الرياح يعني: تصريفها من حال إلى حال، ومن وجه إلى وجه.

ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا : قال السدي : يعني: ساداتهم الذين كانوا يطيعونهم من دون الله.

غيره: الآلهة، أخبر عنها كما يخبر عمن يعقل، قاله مجاهد، وقتادة، وغيرهما.

[ ص: 391 ] يحبونهم كحب الله قيل: معناه: كحبكم الله، وقيل: كحبهم الله، والمعنى: يسوون بينه تعالى وبين آلهتهم في المحبة.

والذين آمنوا أشد حبا لله أي: من أهل الشرك لأصنامهم.

ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب الآية.

جواب (لو) محذوف، والمعنى: ولو يرى الذين ظلموا شدة عذاب الله وقوته؛ لعلموا مضرة اتخاذهم الأنداد، أو لرأوا أمرا عظيما، وفي حذف الجواب معنى المبالغة.

وقيل: المعنى: لرأوا أن القوة لله جميعا.

وقيل: التقدير بعد حذف الجواب: لأن القوة لله.

و (يرى) عند الأخفش، والمبرد : بمعنى العلم، وقال غيرهما: هي من رؤية البصر.

إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا أي: شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا.

و (المتبعون) ههنا: الرؤساء، عن قتادة، وعطاء، والربيع.

[ ص: 392 ] قتادة : الشياطين، وقيل: هو عام في كل متبوع.

وتقطعت بهم الأسباب أي: الوصلات التي كانوا يتواصلون بها، عن مجاهد وغيره، وروي نحوه عن ابن عباس، وروي عنه أيضا: الأرحام.

ابن زيد، والسدي : أعمالهم.

و (السبب) في اللغة: ما يتسبب به من شيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية