التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة أي: رجوعا إلى الدنيا.

و (الحسرات): جمع حسرة؛ وهي الندامة، حسر حسرة، وحسرا، وأصلها: الانكشاف، فهي انكشاف عن حال الندامة.

ومعنى التشبيه في (كذلك) أي: كتبرؤ بعضهم من بعض يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم.

ابن زيد، والربيع: يريهم الله أعمالهم السيئة ليجزوا عليها، فالتقدير: يريهم عقاب أعمالهم.

ابن مسعود، والسدي : يريهم الطاعات التي ضيعوها، وهذا في الكفار خاصة.

[ ص: 393 ] يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا : (الطب): هو الحلال، فجمع بين الصفتين؛ لأن في قوله: (طيبا) إخبارا بأنه مستلذ في الدنيا والآخرة.

وقيل: (الطيب): ما يستطاب، وذلك إذا كان حلالا أيضا.

و خطوات الشيطان : آثاره.

ابن عباس : أعماله، مجاهد وقتادة : خطاياه، وقيل: هي النذور في المعاصي.

الحسن : يعني: ما حرموه في الجاهلية من البحيرة وما ذكر معها.

يقال: (خطوت خطوة واحدة)، و (الخطوة): الاسم.

إنما يأمركم بالسوء والفحشاء أي: يزين لكم، ويسول لكم.

و (السوء): ما تسوء عاقبته، و (الفحشاء): ما فحش ذكره؛ كالزنى وشبهه.

وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون قيل: يعني: في البحيرة وشبهها.

وإذا قيل لهم : الضمير راجع إلى (من) من قوله: من يتخذ من دون الله أندادا ، وقيل: هو راجع إلى (الناس) من: يا أيها الناس ، وهو اختيار الطبري.

و {ألفينا}: وجدنا، وصادفنا.

أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون : [أي: أيتبعون آباءهم [ ص: 394 ] ولو كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون؟!]، والواو: للعطف، دخلت للعموم، كأنه قال: أيتبعونهم على كل حال ؟!

ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء يقال: (نعق بالغنم، ينعق نعيقا) ؛ إذا صاح بها.

والمعنى فيما روي عن ابن عباس وغيره: مثلك - يا محمد ومثل الذين كفروا في دعائك إياهم كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم، وهي لا تفهم، فحذف لدلالة المعنى، وهذا معنى قول سيبويه، ومذهب الزجاج، والفراء .

قال سيبويه: لم يشبهوا بالناعق، إنما شبهوا بالمنعوق به، والمعنى: مثلك ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به.

ابن زيد : مثل الذين كفروا في دعائهم الآلهة الجماد كمثل الصائح في جوف الليل، فيجيبه الصدى، فهو يصيح بما لا يسمع، ويجيبه ما لا حقيقة فيه ولا منتفع.

قطرب : المعنى: مثل الذين كفروا في دعائهم ما لا يفهم - يعني: الأصنام - [ ص: 395 ] كمثل الراعي إذا نعق بغنمه، وهو لا يدري أين هي؟

وقوبل المنعوق به بالناعق على القول الأول على وجه الحذف والاختصار.

قال أبو عبيدة : هو جار مجرى المقلوب، كأنه وضع الناعق مكان المنعوق به؛ كقولهم: (أدخلت القلنسوة في رأسي).

التالي السابق


الخدمات العلمية