التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله: والقرآن المجيد : قيل: معناه: الرفيع، وقيل: الكريم.

وجواب القسم: قيل: هو [ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ؛ على إرادة اللام؛ أي: لقد علمنا، وقيل: هو إن في ذلك لذكرى ، وقيل: هو ما قبل القسم؛ وهو {ق} ؛ والمعنى: قضي الأمر والقرآن المجيد، وقيل: الجواب محذوف؛ كأنه [ ص: 203 ] قال: والقرآن المجيد لتبعثن.

بل عجبوا أن جاءهم منذر : الضمير للكفار، وقيل: للمؤمنين والكفار جميعا، ثم ميز بينهم، فقال الكافرون هذا شيء عجيب .

وتقدم القول في أإذا متنا .

وقوله: ذلك رجع بعيد : هذا جواب لما قال لهم المنذر: إنكم تبعثون، وإن لم يذكر؛ لدلالة الكلام عليه، وقيل: قالوا ذلك؛ للجواب المضمر الذي هو (لتبعثن) ].

وقوله: قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ؛ أي: من أجسامهم، عن الحسن، وعندنا كتاب حفيظ بذلك.

الضحاك: ما تنقص الأرض من لحومهم، وشعورهم، وعندنا كتاب حفيظ بعدتهم، وأسمائهم.

مجاهد: المعنى: ما تأكل الأرض من عظامهم.

وقوله: فهم في أمر مريج أي: مختلط، يقولون مرة: ساحر، ومرة: شاعر، ومرة: كاهن.

[ ص: 204 ] وقوله: وما لها من فروج أي: من شقوق، عن مجاهد وغيره.

وقوله: تبصرة وذكرى أي: تبصرة من الله؛ أي: لتتبصر به قدرته. وقوله: فأنبتنا به جنات وحب الحصيد : التقدير: وحب النبت الحصيد؛ وهو كل ما حصد.

الضحاك: البر والشعير.

وقوله: والنخل باسقات أي: طوال.

وقوله: لها طلع نضيد أي: بعضه على بعض، وهو (فعيل) بمعنى: (مفعول) .

وقوله: كذلك الخروج أي: كذلك تبعثون.

وقوله: فحق وعيد أي: فحق الوعيد بإهلاكهم.

وقوله: أفعيينا بالخلق الأول أي: أعيينا به؛ فنعيا بالبعث؟! وهذا توبيخ لمنكري البعث؛ يقال: (عييت بالأمر) ؛ إذا لم تعرف وجهه.

وقوله: بل هم في لبس من خلق جديد أي: في حيرة من البعث، منهم مصدق، ومنهم مكذب.

وقوله: ونعلم ما توسوس به نفسه أي: تحدثه، وهذا زجر عن المعاصي التي [ ص: 205 ] يستخفى بها، وقيل: هو مخصوص في آدم عليه السلام، وما وسوست به نفسه من الأكل من الشجرة، ثم هو عام في ولده.

التالي السابق


الخدمات العلمية