التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قال عكرمة، وقتادة: (الطور) : الجبل، مجاهد: هو بالسريانية؛ والمراد به: طور سيناء، وقيل: هو جبل بمدين.

وكتاب مسطور أي: مكتوب.

وقوله: في رق منشور أي: في صحيفة، والمراد به فيما ذكره المفسرون-: الكتاب الذي يعطاه العبد يوم القيامة.

وقوله: والبيت المعمور : قال علي، وابن عباس، وغيرهما: هو بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم يخرجون منه، فلا يعودون إليه.

قال علي رضي الله عنه: هو في السماء السادسة.

[ ص: 237 ] وقال ابن عباس: حذاء العرش، وعن ابن عباس أيضا أنه قال: لله في السماوات والأرضين خمسة عشر بيتا: سبعة في السماوات، وسبعة في الأرضين، والكعبة، وكلها مقابلة للكعبة.

وقوله: والسقف المرفوع يعني: السماء.

والبحر المسجور : قال مجاهد: الموقد، وقد جاء في الخبر: ((أن البحر يسجر يوم القيامة، فيكون نارا)) .

قتادة: {المسجور} : المملوء، فيجوز أن يكون المملوء نارا، فيكون كالقول المتقدم.

ابن عباس: {المسجور} : الذي ذهب ماؤه، وعنه أيضا: {المسجور} : المحبوس.

علي رضي الله عنه: هو بحر تحت العرش.

وقوله: يوم تمور السماء مورا أي: تدور دورا، عن مجاهد، الضحاك: يموج بعضها في بعض.

وقوله: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا أي: يدفعون.

وقوله: هذه النار أي: يقال لهم: هذه النار.

[ ص: 238 ] وقوله: أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون : هذا استفهام، معناه: التقرير والتوبيخ.

وتقدم القول في معنى {فاكهين} ، و(السرر المصفوفة) ، و(الحور العين) .

وقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم : قال ابن عباس: إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه وإن كانوا دونه في العمل؛ لتقر بهم عينه، وتلا هذه الآية، وعنه أيضا أنه قال: إن الله ليلحق بالمؤمن من ذريته الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان.

و(الذرية) : تقع على الصغار والكبار، فإن جعلت ههنا الصغار، كان قوله: {بإيمان} في موضع الحال من المفعولين، وكان التقدير: بإيمان من الآباء، وإن جعلت (الذرية) للكبار؛ كان قوله: {بإيمان} حالا من الفاعلين.

وقوله: وما ألتناهم من عملهم من شيء أي: ما أنقصنا الآباء من ثواب عملهم مع إلحاق ذريتهم بهم- شيئا.

ابن زيد: المعنى: واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بالذرية أبناءهم الصغار الذين [ ص: 239 ] لم يبلغوا العمل، فالهاء والميم على هذا القوم لـ (الذرية) .

وقوله: يتنازعون فيها كأسا أي: يتناولها بعضهم من بعض.

لا لغو فيها ولا تأثيم : قال مجاهد: لا يستبون فيها ولا يؤثمون.

وقوله: كأنهم لؤلؤ مكنون أي: مصون، لم تمر به الأيدي.

وقوله: إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين أي: مشفقين من عذاب الله.

وقوله: ووقانا عذاب السموم أي: عذاب نار السموم.

وقوله: فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون : هذا رد لقولهم في النبي صلى الله عليه وسلم.

وقوله: أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون : قال ابن عباس: يعني: الموت، وقيل: المعنى: نتربص به حوادث الدهر؛ من الموت، أو المرض، أو الغلبة، أو نحو ذلك من المنون، و {المنون} أيضا: الدهر.

الأصمعي: {المنون} : واحد لا جماعة له، الأخفش: هو جماعة لا واحد له، الفراء: {المنون} : يقع للواحد والجمع.

و {المنون} : يذكر ويؤنث، فمن ذكره؛ جعله الدهر، أو الموت، ومن أنث؛ فعلى الحمل على المعنى؛ كأنه أراد: المنية.

[ ص: 240 ] الأصمعي: قيل للدهر: {المنون} ؛ لأنه يذهب بمنة الحيوان؛ أي: قوته، وكذلك المنية.

أبو عبيدة: قيل للدهر: (منون) ؛ لأنه مضعف؛ من قولهم: (حبل منين) .

وقوله: أم تأمرهم أحلامهم بهذا أي: عقولهم، أم هم قوم طاغون أي: أم طغوا بغير عقول.

وقوله: أم خلقوا من غير شيء أي: من غير صانع صنعهم، وقيل: {من} بمعنى: اللام؛ والمعنى: لغير شيء.

وقوله: أم هم الخالقون أي: أم يقولون: إنهم خلقوا أنفسهم؟

وقوله: أم عندهم خزائن ربك أي: أم عندهم ذلك؛ فيستغنوا عن الله، ويعرضوا عن أمره؟

وقوله: هم المصيطرون : قال أبو عبيدة: أي: الأرباب، وقيل: الجبارون.

وقوله: أم لهم سلم يستمعون فيه : قيل: معناه: يستمعون [به، وقيل: معناه: يستمعون] عليه.

وقوله: فليأت مستمعهم بسلطان مبين أي: بحجة بينة أن هذا الذي هم عليه حق.

وقوله: أم تسألهم أجرا أي: على تبليغ الرسالة؛ فهم من مغرم مثقلون أي: فهم من المغرم الذي تطلبهم به مثقلون.

[ ص: 241 ] وقوله: أم عندهم الغيب فهم يكتبون أي: يكتبون للناس ما أرادوه من علم الغيوب.

وقوله: أم يريدون كيدا أي: أم يريدون مكرا بك ؟ فهم المكيدون؛ أي: الممكور بهم.

وقوله: وإن يروا كسفا من السماء ساقطا الآية: قال ذلك؛ لقولهم: أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا [الإسراء: 92]، فأعلم أنه لو فعل ذلك؛ لقالوا: سحاب مركوم ؛ أي: بعضه فوق بعض.

وقوله: فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون أي: يموتون.

قال ابن عباس: عذاب القبر، ابن زيد: مصائب الدنيا، مجاهد: الجوع، وقيل: يعني: يوم القيامة.

وقوله: فإنك بأعيننا أي: نحن نحوطك ونرعاك.

وتقدم القول فيما بعد ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية