التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب الآية.

قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: المعنى: ليس البر كله في التوجه إلى القبلة في الصلاة، ولكن البر ما ذكره في الآية، وسبب نزول ذلك: كثرة الخوض في [ ص: 398 ] أمر القبلة حين حولت حتى صارت كأنها لا طاعة لله غيرها.

وقيل: المعنى: ليس البر أن تتخذوا المشرق والمغرب فتصلوا بينهما إلى جهة الكعبة، ولا تعملوا غير ذلك.

وقال قتادة، والربيع: كانت اليهود تتوجه إلى المغرب، والنصارى إلى المشرق.

ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر [قيل: المعنى: ولكن ذو البر من آمن بالله].

وقيل: المعنى: ولكن البر بر من آمن بالله.

وقيل: (البر) بمعنى: البر، أو البار.

وآتى المال على حبه أي: على حب المال، فأضيف المصدر إلى المفعول.

وقيل: المعنى على حب الإيتاء.

وقيل: على حب المعطي، وحذف المفعول؛ وهو (المال).

والمراد بالآية: الزكاة في قول أكثر المفسرين.

وقال مجاهد، والشعبي : هو حق في المال سواها.

وابن السبيل : المسافر، عن مجاهد، سمي ابن السبيل؛ لملازمته الطريق، قتادة : الضيف.

{والسائلين} يعني: الذين يسألون الناس.

[ ص: 399 ] وفي الرقاب : قيل: يعني: العتق، وقيل: معونة المكاتب في آخر كتابته.

والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ابن مسعود : (البأساء): الفقر، (الضراء): السقم، وعنه: (البأساء): الجوع، (والضراء): المرض.

قتادة : (البأساء): البؤس والفقر، (الضراء): الزمانة في الجسد.

(وحين البأس) أي: حين شدة البأس؛ يعني: القتال.

(البأساء والضراء): صفتان أقيمتا مقام الموصوف، والمعنى: الخلة البأساء، والخلة الضراء.

أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون أي: صدقوا في إيمانهم بالله تعالى، لا من ولى وجهه قبل المشرق والمغرب وهو يخالف أوامر الله تعالى.

وقوله: كتب عليكم القصاص في القتلى قيل: كتب في اللوح المحفوظ؛ أي: قضي.

ويأتي (كتب) بمعنى: (أمر) ؛ نحو: ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم [المائدة: 21]، ومعنى: (جعل) ؛ نحو: أولئك كتب في قلوبهم [المجادلة: 22]، وتقدم [ ص: 400 ] القول في القصاص، والوصية.

التالي السابق


الخدمات العلمية