التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله إخبارا عن ثمود: إنا إذا لفي ضلال وسعر أي: جنون، من قولهم: (ناقة مسعورة) ؛ أي: كأنها من نشاطها مجنونة.

قتادة: معنى {سعر} : عناء، وقيل: المعنى: عذاب سعير.

وقوله: بل هو كذاب أشر أي: كذاب بطر مرح في غير طاعة الله تعالى.

وقوله: ونبئهم أن الماء قسمة بينهم قد تقدم ذكره.

[ ص: 272 ] وقوله: كل شرب محتضر أي: كل حظ من الماء يحضره من هو له.

مجاهد: يحضرون الماء يومهم، ويحضرون اللبن يوم الناقة.

وقوله: فنادوا صاحبهم يعني: نادوه بالحض على عقرها، فتعاطى عقرها، فعقرها، ومعنى (تعاطى) : تناول الفعل، من قولهم: (عطوت) ؛ أي: تناولت.

وقوله: فكانوا كهشيم المحتظر أي: كهشيم الرجل المحتظر؛ وهو الذي يعمل الحظيرة، ويجمع فيها الهشيم لغنمه.

و(الهشيم) : ما يبس وتكسر من الزرع، قتادة: هو الرمام المحترق.

ابن عباس: صاروا [كالعظام المحترقة، ابن جبير: صاروا] كالتراب المتناثر من الحائط في يوم ريح، مجاهد: صاروا كهشيم الخيمة، وهو ما تكسر منها.

الثوري: هو ما تناثر من الحظيرة إذا ضربتها بالعصا، وهو (فعيل) بمعنى: (مفعول) .

وقوله: فتماروا بالنذر أي: شكوا في الإنذار.

وقوله: فطمسنا أعينهم : روي: أن جبريل عليه السلام ضربهم بجناحه، فعموا.

وقوله: ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر أي: استقر بهم في جهنم.

[ ص: 273 ] وقوله: أكفاركم خير من أولئكم ؛ [أي: من أولئكم] الذين قصصنا ذكرهم؟ أم لكم براءة في الزبر ؛ أي: أم كتبت لكم براءة في الزبر من العذاب؟

وقوله: أم يقولون نحن جميع منتصر أي: أم يتقون بجمعهم؟

ثم أعلمهم الله تعالى أنه سيهزم الجمع ؛ أي: جمعهم، وقد كان ذلك يوم بدر وغيره.

وقوله: والساعة أدهى وأمر أي: أدهى وأمر مما لحقهم يوم بدر، و {أدهى} : من (الداهية) ؛ وهي الأمر العظيم.

وقوله: إن المجرمين في ضلال أي: في حيرة عن الحق، و {وسعر} ؛ أي: احتراق.

قال أبو هريرة وغيره: نزلت هذه الآية في القدرية، وقد جاء مشركو [ ص: 274 ] العرب يخاصمون النبي عليه الصلاة والسلام في القدر.

وقوله: إنا كل شيء خلقناه بقدر : هذا إبطال لمذاهب القدرية.

وقوله: وما أمرنا إلا واحدة : [أي: إلا مرة واحدة]؛ أي: إنما أمرنا لشيء إذا أردنا أن نقول له قولة واحدة: كن، فيكون.

وقوله: وكل شيء فعلوه في الزبر : قيل: يعني: ما كتبته الحفظة، وقيل: أم الكتاب.

وقوله: وكل صغير وكبير مستطر أي: كل ذنب صغير وكبير مكتوب على عامله.

وقوله: إن المتقين في جنات ونهر أي: في ضياء وسعة؛ يقال: أنهرت الشيء؛ إذا وسعته، وقيل: هو بمعنى: أنهار.

في مقعد صدق أي: مجلس حق، لا لغو فيه، ولا تأثيم ، عند مليك مقتدر أي: يقدر على ما يشاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية