التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

من قرأ: {وكل أمر مستقر} ؛ بالجر؛ جعله نعتا لـ {أمر} ، و {كل} على هذا يجوز أن يرتفع بالابتداء، والخبر محذوف؛ كأنه قال: وكل أمر مستقر في أم الكتاب كائن، ويجوز أن يرتفع بالعطف على {الساعة} ؛ المعنى: اقتربت الساعة وكل أمر مستقر؛ أي: اقترب استقرار الأمور يوم القيامة.

ومن رفعه؛ جعله خبرا عن {كل} .

حكمة بالغة : خبر ابتداء محذوف، أو بدل من {ما} من قوله: ما فيه مزدجر .

يوم يدع الداع : العامل في يوم يدع : {يخرجون} ، أو {خشعا} ، أو فعل مضمر، ولا يعمل فيه {فتول} ؛ لأن الداعي في الآخرة، والتولي في الدنيا.

ومن قرأ: {خاشعا أبصارهم} ؛ فإنه لم يجمعه لما كان بمنزلة الفعل المتقدم ، [ ص: 279 ] وكما لم تلحقه علامة التأنيث؛ كذلك لم يجمع.

و {خشع} : جمع (خاشع) ، والنصب فيه على الحال من الهاء والميم في {عنهم} ، فيقبح الوقف-على هذا التقدير- على {عنهم} ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في {يخرجون} ، فيوقف على {عنهم} .

ومن قرأ: {جزاء لمن كان كفر} ؛ فمعناه: جزاء للكافرين على كفرهم.

ومن قرأ: {لمن كان كفر} ؛ فالمعنى: جزاء لهم؛ لكفرهم، فحذفت اللام التي هي للمفعول به، واللام التي في التلاوة لام المفعول له، وثم مضاف محذوف؛ والتقدير: لكفر من كفر؛ أي: لكفرهم بمن كفروا به.

ومن قرأ: (فقالوا أبشر منا واحدا) ؛ رفعه بإضمار فعل يدل عليه: أألقي الذكر عليه من بيننا ؛ فكأنه قال: أينبأ بشر منا؟ وقوله: {واحدا} يجوز أن يكون حالا من الضمير في [{منا} ، والناصب لها الظرف؛ التقدير: أينبأ بشر كائنا منا منفردا؟ ويجوز أن يكون حالا من الضمير في] {نتبعه} ؛ أي: نتبعه [ ص: 280 ] منفردا لا ناصر له؟

ومن نصب؛ فبإضمار فعل؛ التقدير: أنتبع بشرا؟

ومن قرأ: {سيعلمون غدا من الكذاب الأشر} ؛ جاء به على الأصل، والهمزة محذوفة منه؛ لكثرة الاستعمال.

ومن قرأ: {الأشر} ؛ فهو وصف على (فعل) ، فـ (أشر، وأشر) ؛ كـ (حذر، وحذر) ، وشبهه.

ومن فتح الظاء في {المحتظر} ؛ فهو مصدر؛ والمعنى: كهشيم الاحتظار، ويجوز أن يكون {المحتظر} هو الشجر المتخذة منه الحظيرة، وتقدم معنى كسر الظاء.

ومن رفع {إنا كل شيء خلقناه بقدر} ؛ فعلى الابتداء، ومن نصب؛ فبإضمار فعل، وهو اختيار الكوفيين؛ لأن {إنا} تطلب الفعل، فهي به أولى، والنصب [ ص: 281 ] أدل على عموم المخلوقات لله عز وجل؛ لأنك لو حذفت {خلقناه} المفسر، وأظهرت الأول؛ لصار: إنا خلقنا كل شيء بقدر، ولا يصح كون {خلقناه} صفة لـ {شيء} ؛ لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف، ولا تكون تفسيرا لما يعمل فيما قبله.

* * *

هذه السورة مكية، وعددها في جميع العدد: خمس وخمسون آية بغير اختلاف.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية