التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب :

كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون : {أن} : رفع بالابتداء ، وما قبلها الخبر؛ كأنه قال : قولكم ما لا تفعلون مذموم ، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف ، و {مقتا} : منصوب على البيان؛ والتقدير : كبر المقت مقتا .

مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول : حالان منتصبان عن معنى الفعل الذي دلت عليه الجملة .

ويجوز أن يكون {إليكم} متعلقا بمحذوف ، لا بـ {رسول} ، ويكون {مصدقا} ، و {ومبشرا} حالين من الضمير في {إليكم} ، والعامل في الحال ما في {إليكم} من معنى الفعل .

ومن قرأ : {وهو يدعي إلى الإسلام} ؛ فهو محمول على المعنى؛ لأن معنى {يدعي} و (ينتسب) سواء .

والإضافة في متم نوره على نية الانفصال؛ فهو كقوله : كل نفس ذائقة الموت [آل عمران : 185] وشبهه .

[ ص: 402 ] تؤمنون بالله ورسوله : هو عند المبرد في معنى : آمنوا؛ ولذلك جاء يغفر لكم مجزوما على أنه جواب الأمر .

الفراء : يغفر لكم : جواب الاستفهام ، وهذا إنما يصح على الحمل على المعنى ، وذلك أن يكون {تؤمنون} و {تجاهدون} عطف بيان على قوله : هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؛ كأن التجارة لم يدر ما هي؟ فبينت بالإيمان والجهاد ، فهي هما في المعنى؛ فكأنه قال : هل تؤمنون بالله وتجاهدون يغفر لكم؟ فإن لم يقدر هذا التقدير؛ لم تصح المسألة؛ لأن التقدير يصير : إن دللتكم يغفر لكم ، والغفران إنما يجب بالقبول والإيمان ، لا بالدلالة .

والقراءتان في {كونوا أنصارا لله} ظاهرتان .

هذه السورة مدنية في قول قتادة وغيره ، وفي قول ابن عباس ومجاهد وعطاء : مكية .

وعددها : أربع عشرة آية بإجماع
.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية