الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون : {أن} : رفع بالابتداء ، وما قبلها الخبر؛ كأنه قال : قولكم ما لا تفعلون مذموم ، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف ، و {مقتا} : منصوب على البيان؛ والتقدير : كبر المقت مقتا .

                                                                                                                                                                                                                                      مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول : حالان منتصبان عن معنى الفعل الذي دلت عليه الجملة .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون {إليكم} متعلقا بمحذوف ، لا بـ {رسول} ، ويكون {مصدقا} ، و {ومبشرا} حالين من الضمير في {إليكم} ، والعامل في الحال ما في {إليكم} من معنى الفعل .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {وهو يدعي إلى الإسلام} ؛ فهو محمول على المعنى؛ لأن معنى {يدعي} و (ينتسب) سواء .

                                                                                                                                                                                                                                      والإضافة في متم نوره على نية الانفصال؛ فهو كقوله : كل نفس ذائقة الموت [آل عمران : 185] وشبهه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 402 ] تؤمنون بالله ورسوله : هو عند المبرد في معنى : آمنوا؛ ولذلك جاء يغفر لكم مجزوما على أنه جواب الأمر .

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء : يغفر لكم : جواب الاستفهام ، وهذا إنما يصح على الحمل على المعنى ، وذلك أن يكون {تؤمنون} و {تجاهدون} عطف بيان على قوله : هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؛ كأن التجارة لم يدر ما هي؟ فبينت بالإيمان والجهاد ، فهي هما في المعنى؛ فكأنه قال : هل تؤمنون بالله وتجاهدون يغفر لكم؟ فإن لم يقدر هذا التقدير؛ لم تصح المسألة؛ لأن التقدير يصير : إن دللتكم يغفر لكم ، والغفران إنما يجب بالقبول والإيمان ، لا بالدلالة .

                                                                                                                                                                                                                                      والقراءتان في {كونوا أنصارا لله} ظاهرتان .

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مدنية في قول قتادة وغيره ، وفي قول ابن عباس ومجاهد وعطاء : مكية .

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها : أربع عشرة آية بإجماع
                                                                                                                                                                                                                                      .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية