التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله: شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن قال ابن عباس وغيره: أنزل جملة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان، ثم نزل نجوما.

[ ص: 422 ] وقيل: المعنى: الذي ابتدئ إنزاله في شهر رمضان.

وقيل: المعنى: الذي أنزل في شأنه القرآن؛ أي: أنزل بفرضه القرآن.

شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن أي: فمن شهد المصر في الشهر، ولم يكن له في الامتناع من الصوم عذر.

[وقيل: المعنى: فمن أدرك منكم الشهر وهو مكتمل الشروط التي يلزم الصوم بها].

ولتكملوا العدة يعني: من أفطر من مريض أو مسافر أو غيرهما.

[فأما من أفطر من صوم تطوع متعمدا: فإن كان لغير عذر؛ فعليه القضاء عند ابن القاسم، واحتج مالك بحديث عائشة وحفصة رضي الله عنها، وإن كان بعذر؛ فلا قضاء عليه.

[ ص: 423 ] وقال الثوري، وإسحاق، والشافعي، وأحمد : لا قضاء عليه بحال؛ لحديث أم هانئ في التطوع: "الصائم أمير نفسه"].

ولتكبروا الله على ما هداكم قال ابن عباس، وزيد بن أسلم، وغيرهما: يعني: التكبير يوم الفطر.

قال ابن عباس : حق على المسلمين أن يكبروا إذا رأوا هلال شوال حتى يفرغوا من عيدهم.

زيد بن أسلم : يكبرون إذا خرجوا إلى المصلى، فإذا انقضت الصلاة؛ انقضى العيد.

ومذهب الشافعي وغيره: التكبير من حين يرى هلال شوال إلى أن يخرج الإمام لصلاة العيد، قال الشافعي : وأحب ذلك ليلة الأضحى لمن لم يحج، وكذلك مذهب مالك : التكبير إذا غدا الناس إلى المصلى في حين تكبير الإمام وغيره، ولا يكبر في الرجوع.

فأما التكبير في أدبار الصلوات أيام التشريق؛ فمذهب مالك والشافعي : أنه [ ص: 424 ] يكبر من صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الصبح من آخر أيام التشريق.

أبو حنيفة : من غداة عرفة إلى صلاة العصر يوم النحر.

الثوري، وأبو يوسف، وابن حنبل : من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

[ يحيى الأنصاري : من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق].

[ الزهري وغيره: من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق].

وعن ابن عباس، وابن جبير : من الظهر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق.

وفيه أقوال غير هذه، ذكرتها في "الكبير".

[ ص: 425 ] وصفة التكبير عند مالك والشافعي : (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) ثلاثا.

وعن ابن عمر، وابن مسعود : (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وهو مذهب أبي حنيفة والثوري .

وعن ابن عمر : (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).

وعن ابن عباس : (الله أكبر، الله أكبر كبيرا، الله أكبر تكبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر، ولله الحمد).

وقوله: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم (الرفث) ههنا: الجماع، وأصله: ما فحش من القول.

وروي: أن سبب نزول هذه الآية: أن عمر رضي الله عنه واقع أهله في رمضان بعد أن نام.

ونام قيس بن صرمة - وقيل: هو أبو صرمة [قيس بن أنس بن أبي صرمة بن علي بن مالك بن النجار] - ولم يأكل، فجهد جهدا شديدا، فنزلت الآية.

[ ص: 426 ] وقوله: وابتغوا ما كتب الله لكم قال أنس بن مالك : يعني: الولد، قتادة : الجماع، ابن عباس : ليلة القدر، وقيل: ابتغوا الثواب.

وقوله: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر هذا ناسخ لما كانوا عليه من امتناع الأكل والشرب والجماع بعد النوم، أو للآية المتقدمة؛ وهي

التالي السابق


الخدمات العلمية