التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير :

قوله تعالى : أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم : قيل : يعني : الطوفان ، وقيل : يعني : عذاب جهنم .

وقوله : يغفر لكم من ذنوبكم : قيل : {من} : لبيان الجنس ، وقيل : للتبعيض ، وقيل : هي بمعنى : (عن) ، ولا يصح كونها زائدة؛ لأن (من) لا تزاد في الواجب ، وفي كونها ههنا لبيان الجنس بعد؛ إذ لم يتقدم جنس يبين .

وقوله : ويؤخركم إلى أجل مسمى : قد تقدم القول في مثله في (سورة إبراهيم) عليه السلام [10] .

وقوله : وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم أي : سدوا آذانهم؛ لئلا يسمعوا دعاءه .

واستغشوا ثيابهم أي : تغطوا بها ، وقيل : هو كناية عن العداوة؛ يقال : (لبس لي فلان ثياب العداوة) .

وقوله : ما لكم لا ترجون لله وقارا : قال ابن عباس : أي : لا تعرفون لله عظمة .

[ ص: 489 ] الحسن : لا تعرفون لله حقا ، ولا تشكرون له نعمة .

قتادة : لا ترجون لله عاقبة .

وقيل : (الرجاء) ههنا بمعنى : الخوف .

وقوله : وقد خلقكم أطوارا يعني : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، عن ابن عباس وغيره ، وقيل : صبيانا ، ثم شبانا ، ثم شيوخا ، [وضعفاء ، ثم أقوياء] ، ونحو ذلك من اختلاف الأحوال وانتقالها ، و (الطور) في اللغة : المرة .

وقوله : وجعل القمر فيهن نورا : قيل : المعنى : في ناحيتهن؛ لأنه في السماء الدنيا .

قطرب : {فيهن} بمعنى : معهن .

ابن كيسان : إذا كان في إحداهن؛ فهو فيهن .

وقوله : والله أنبتكم من الأرض نباتا يعني : آدم عليه السلام؛ والمعنى : أنبتكم ، فنبتم نباتا .

وقوله : لتسلكوا منها سبلا فجاجا : (الفجاج) : الطرق المتسعة المفترقة ، واحدها : (فج) .

ابن عباس : يعني : طرقا مختلفة .

وقوله : واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا أي : هلاكا .

وقوله : ومكروا مكرا كبارا : (الكبار) ، و (الكبار) ؛ بالتخفيف ، و (الكبير) سواء .

[ ص: 490 ] وقوله : وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا : قال ابن عباس ، وغيره : كان قوم نوح يعبدون هذه الأصنام ، ثم عبدتها العرب ، ويروى : أن ودا كان لكلب بدومة الجندل ، وكانت سواع لهذيل ، وكانت يغوث لمراد ، ثم لغطفان بالحرف عند سبأ ، وكانت يعوق لهمدان ، ونسر لحمير لآل ذي الكلاع .

محمد بن قيس : هذه الأسماء أسماء رجال صالحين ، حزن عليهم قومهم لما ماتوا؛ فسول لهم الشيطان أن صوروا صورهم؛ ليتسلوا بالنظر إليها ، فلما مات أولئك؛ عبدها أبناؤهم .

وقوله : وقد أضلوا كثيرا : هذا من قول نوح ، ونسب الإضلال إليهم؛ لأنه كان بسببهم .

وقوله : مما خطيئاتهم أغرقوا : (ما) : مؤكدة؛ والمعنى : من خطيئاتهم .

وقال الفراء : المعنى : من أجل خطيئاتهم؛ فأدت (ما) هذا المعنى ، قال : و (ما) تدل على المجازاة .

وقوله : فأدخلوا نارا أي : بعد إغراقهم .

[ ص: 491 ] وقوله : وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا : دعا عليهم حين يئس من إيمانهم .

قتادة : دعا عليهم بعد أن أوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن .

وأصل (ديار) : (ديوار) ، (فيعال) ، من (دار يدور) .

وقوله : ولمن دخل بيتي مؤمنا أي : مسجدي .

ولا تزد الظالمين إلا تبارا أي : هلاكا ، وقيل : ضلالا ، وقيل : خسارا .

التالي السابق


الخدمات العلمية