التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير :

قال الزهري : أول ما نزل من القرآن : اقرأ باسم ربك ، ثم أبطأ الوحي ، ثم نزلت : يا أيها المدثر قم فأنذر ، ثم تتابع الوحي .

وقوله : فإذا نقر في الناقور : {الناقور} : الصور ، وهو (فاعول) من (النقر) .

وقوله : ذرني ومن خلقت وحيدا : هذا وما بعده في الوليد بن المغيرة ، قاله الخدري ، وغيره؛ والمعنى : خلقته وحيدا ، لا مال معه ، ولا ولد ، فالحال [ ص: 521 ] على هذا من الهاء المضمرة ، وقيل : المعنى : خلقته وحدي؛ فالمعنى : خلقته متوحدا بخلقه ، لم يشركني فيه أحد .

وقوله : وجعلت له مالا ممدودا أي : كثيرا ، الثوري : أربعة آلاف دينار ، مجاهد ، وابن جبير : ألف دينار ، عمر رضي الله عنه : غلة شهر بشهر ، النعمان بن سالم : أرضا يزرع فيها .

وبنين شهودا : كان له عشرة من الولد ، لا يغيبون عنه في تصرف .

وقوله : ومهدت له تمهيدا : يريد : في عيشه وكسبه .

ثم يطمع أن أزيد كلا أي : ليس يكون ذلك مع كفره بالنعم .

إنه كان لآياتنا عنيدا أي : معاندا للنبي عليه الصلاة والسلام ، وما جاء به .

ابن عباس : جحودا .

وقوله : سأرهقه صعودا : قال ابن عباس : يعني : جبلا في النار ، [ و (الصعود) : العقبة الشاقة ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أن الصعود جبل في النار] يصعد فيه سبعين خريفا كذلك أبدا» ، وقيل : المعنى : سأكلفه مشقة من العذاب ، لا [ ص: 522 ] راحة فيها .

وقوله : إنه فكر وقدر أي : فكر في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، {وقدر} ، فقال مرة : ساحر ، ومرة : شاعر ، ومرة : كاهن ، ومرة : أساطير الأولين .

ومعنى {قتل} : لعن ، عن الفراء ، وقيل : المعنى : أنه ممن يجب أن يدعى عليه بالقتل .

ثم نظر أي : تأمل ، ثم عبس : قبض ما بين عينيه ، و {بسر} : كلح وكره وجهه .

وقوله : إن هذا إلا سحر يؤثر أي : يأثره عن غيره .

وقوله : سأصليه سقر : {سقر} : اسم من أسماء جهنم .

وقوله : لا تبقي ولا تذر : قال مجاهد : لا تبقي من فيها حيا ، ولا تذره ميتا ، تحرقهم كلما جددوا .

وقوله : لواحة للبشر أي : مغيرة ، من (لاحه) ؛ إذا غيره ، وقيل : المعنى : تلوح .

[ ص: 523 ] وقوله : عليها تسعة عشر أي : تسعة عشر ملكا .

وقوله : وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة أي : لم نجعلهم رجالا؛ فيتعاطوا مغالبتهم .

وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا : روي : أن الحارث بن كلدة قال : أنا أكفيكم سبعة عشر ، واكفوني اثنين ، وأن أبا جهل قال : ليجتمع كل عشرة منكم علي واحد .

وقوله : ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ؛ لأن عدة خزنة جهنم موافقة لما عندهم ، قاله مجاهد ، وغيره .

وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا يعني : عدة خزنة جهنم ، ثم أعلم الله تعالي بكثرة جنوده؛ فقال : وما يعلم جنود ربك .

وما هي إلا ذكرى للبشر يعني : النار .

وقوله : كلا والقمر : قال الفراء : التقدير : إي والقمر وقيل : المعنى : حقا والقمر ، فلا يوقف على هذين التقديرين على {كلا} ، واختار الطبري الوقف [ ص: 524 ] عليها ، وجعله ردا للذين زعموا أنهم يكفون خزنة جهنم .

التالي السابق


الخدمات العلمية