التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير :

هل أتى على الإنسان حين من الدهر : قال الكسائي ، والفراء : المعنى : قد أتى على الإنسان حين من الدهر ، وقد حكى سيبويه : {هل} بمعنى : (قد) ، وقيل : هي بمنزلة همزة الاستفهام؛ والمعنى : أأتى؟

و {الإنسان} ههنا : آدم عليه السلام ، قاله قتادة ، والثوري ، وغيرهما ، وقيل : عني به : الجنس .

فأما {الإنسان} في قوله : إنا خلقنا الإنسان ؛ فالمراد به : الجنس .

و (الأمشاج) : الأخلاط ، واحدها : (مشج) ، وسميت النطفة أمشاجا؛ لأن الله تعالى جعل فيها أخلاطا من الطبائع .

وقال ابن عباس ، والحسن ، وغيرهما : {أمشاج} معناه : من ماء الرجل وماء المرأة .

[ ص: 547 ] ابن مسعود : (الأمشاج) : العروق التي تكون في النطفة .

قتادة : {أمشاج} : أطوار؛ نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظم . . . . ، إلى أن يكمل خلقه .

مجاهد : ألوان .

ومعنى {نبتليه} : نقدر فيه الابتلاء؛ أي : الاختبار .

الفراء : هو على التقديم والتأخير؛ والمعنى : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ، فجعلناه سميعا بصيرا؛ نبتليه .

وقوله : إنا هديناه السبيل أي : بينا له سبيل الشقاء والسعادة ، عن مجاهد ، وغيره .

وقوله : إما شاكرا وإما كفورا أي : خلقناه لأحد الأمرين .

وقوله : كان مزاجها كافورا : قال مجاهد : تمزج لهم بالكافور ، وتختم بالمسك ، وقيل : إنما الكافور في ريحها ، لا في طعمها .

وقوله : عينا يشرب بها عباد الله أي : يروى بها ، وقيل : المعنى : يشربها ، والباء زائدة .

وقوله : يفجرونها تفجيرا أي : يعدلونها حيث شاؤوا ، عن مجاهد .

[ ص: 548 ] وقوله : يوفون بالنذر أي : النذر في الطاعة .

ويخافون يوما كان شره مستطيرا أي : فاشيا منتشرا ، الفراء : مستطيلا .

ويطعمون الطعام على حبه : قال مجاهد : على شهوتهم له .

وقوله : {وأسيرا} : (الأسير) : المأخوذ من أهل دار الحرب ، قاله قتادة ، ومالك ، وغيرهما .

مجاهد ، وابن جبير ، وغيرهما : هو المحبوس .

وقوله : إنما نطعمكم لوجه الله أي : يقولون ذلك لمن يطعمونه .

مجاهد ، وابن جبير : علم الله ما في قلوبهم ، فأثنى عليهم من غير أن يتكلموا به .

وقوله : إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا أي : يعبس فيه ، فهو على النسب ، و (القمطرير) : الشديد في الشر .

ابن عباس : (العبوس) : الضيق ، و (القمطرير) : الطويل .

وقوله : نضرة وسرورا أي : نعمة وفرحا ، عن ابن زيد .

الحسن : {نضرة} في الوجوه ، و {وسرورا} في القلوب .

[ ص: 549 ] وقوله : وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا أي : دخول جنة ، ولبس حرير .

وقوله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا : (الزمهرير) : البرد الشديد ، عن مجاهد وغيره .

وقوله : ودانية عليهم ظلالها أي : وجزاهم جنة دانية؛ أي : قريبة عليهم ظلال أشجارها .

وذللت قطوفها تذليلا : (القطوف) : الثمر ، قال مجاهد : إن قام أحدهم؛ ارتفعت له ، وإن جلس؛ تدلت عليه ، وإن اضطجع؛ دنت منه ، فأكل منها ، وقيل : المعنى : لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك .

التالي السابق


الخدمات العلمية