التفسير :
nindex.php?page=treesubj&link=29047nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان حين من الدهر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : المعنى : قد أتى على الإنسان حين من الدهر ، وقد حكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : {هل} بمعنى : (قد) ، وقيل : هي بمنزلة همزة الاستفهام؛ والمعنى : أأتى؟
و {الإنسان} ههنا :
آدم عليه السلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وغيرهما ، وقيل : عني به : الجنس .
فأما {الإنسان} في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إنا خلقنا الإنسان ؛ فالمراد به : الجنس .
و (الأمشاج) : الأخلاط ، واحدها : (مشج) ، وسميت النطفة أمشاجا؛ لأن الله تعالى جعل فيها أخلاطا من الطبائع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، وغيرهما : {أمشاج} معناه : من ماء الرجل وماء المرأة .
[ ص: 547 ] nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : (الأمشاج) : العروق التي تكون في النطفة .
قتادة : {أمشاج} : أطوار؛ نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظم . . . . ، إلى أن يكمل خلقه .
مجاهد : ألوان .
ومعنى {نبتليه} : نقدر فيه الابتلاء؛ أي : الاختبار .
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هو على التقديم والتأخير؛ والمعنى : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ، فجعلناه سميعا بصيرا؛ نبتليه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إنا هديناه السبيل أي : بينا له سبيل الشقاء والسعادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيره .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إما شاكرا وإما كفورا أي : خلقناه لأحد الأمرين .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5كان مزاجها كافورا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : تمزج لهم بالكافور ، وتختم بالمسك ، وقيل : إنما الكافور في ريحها ، لا في طعمها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله أي : يروى بها ، وقيل : المعنى : يشربها ، والباء زائدة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يفجرونها تفجيرا أي : يعدلونها حيث شاؤوا ، عن مجاهد .
[ ص: 548 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يوفون بالنذر أي : النذر في الطاعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7ويخافون يوما كان شره مستطيرا أي : فاشيا منتشرا ، الفراء : مستطيلا .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام على حبه : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : على شهوتهم له .
وقوله : {وأسيرا} : (الأسير) : المأخوذ من أهل دار الحرب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، وغيرهما .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ، وغيرهما : هو المحبوس .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله أي : يقولون ذلك لمن يطعمونه .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : علم الله ما في قلوبهم ، فأثنى عليهم من غير أن يتكلموا به .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا أي : يعبس فيه ، فهو على النسب ، و (القمطرير) : الشديد في الشر .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (العبوس) : الضيق ، و (القمطرير) : الطويل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11نضرة وسرورا أي : نعمة وفرحا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : {نضرة} في الوجوه ، و {وسرورا} في القلوب .
[ ص: 549 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا أي : دخول جنة ، ولبس حرير .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=13لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا : (الزمهرير) : البرد الشديد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=14ودانية عليهم ظلالها أي : وجزاهم جنة دانية؛ أي : قريبة عليهم ظلال أشجارها .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=14وذللت قطوفها تذليلا : (القطوف) : الثمر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : إن قام أحدهم؛ ارتفعت له ، وإن جلس؛ تدلت عليه ، وإن اضطجع؛ دنت منه ، فأكل منها ، وقيل : المعنى : لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك .
التَّفْسِيرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29047nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى : قَدْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ، وَقَدْ حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : {هَلْ} بِمَعْنَى : (قَدْ) ، وَقِيلَ : هِيَ بِمَنْزِلَةِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ؛ وَالْمَعْنَى : أَأَتَى؟
وَ {الْإِنْسَانُ} هَهُنَا :
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا ، وَقِيلَ : عُنِيَ بِهِ : الْجِنْسُ .
فَأَمَّا {الْإِنْسَانُ} فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ ؛ فَالْمُرَادُ بِهِ : الْجِنْسُ .
وَ (الْأَمْشَاجُ) : الْأَخْلَاطُ ، وَاحِدُهَا : (مَشْجٌ) ، وَسُمِّيَتِ النُّطْفَةُ أَمْشَاجًا؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فِيهَا أَخْلَاطًا مِنَ الطَّبَائِعِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ ، وَغَيْرُهُمَا : {أَمْشَاجٍ} مَعْنَاهُ : مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَمَاءِ الْمَرْأَةِ .
[ ص: 547 ] nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : (الْأَمْشَاجُ) : الْعُرُوقُ الَّتِي تَكُونُ فِي النُّطْفَةِ .
قَتَادَةُ : {أَمْشَاجٍ} : أَطْوَارٌ؛ نُطْفَةٌ ، ثُمَّ عَلَقَةٌ ، ثُمَّ مُضْغَةٌ ، ثُمَّ عَظْمٌ . . . . ، إِلَى أَنْ يَكْمُلَ خَلْقُهُ .
مُجَاهِدٌ : أَلْوَانٌ .
وَمَعْنَى {نَبْتَلِيهِ} : نُقَدِّرُ فِيهِ الِابْتِلَاءَ؛ أَيِ : الِاخْتِبَارَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : هُوَ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ؛ وَالْمَعْنَى : إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ، فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا؛ نَبْتَلِيهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ أَيْ : بَيَّنَّا لَهُ سَبِيلَ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ، وَغَيْرِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا أَيْ : خَلَقْنَاهُ لِأَحَدِ الْأَمْرَيْنِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : تُمْزَجُ لَهُمْ بِالْكَافُورِ ، وَتُخْتَمُ بِالْمِسْكِ ، وَقِيلَ : إِنَّمَا الْكَافُورُ فِي رِيحِهَا ، لَا فِي طَعْمِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ أَيْ : يَرْوَى بِهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : يَشْرَبُهَا ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا أَيْ : يَعْدِلُونَهَا حَيْثُ شَاؤُوا ، عَنْ مُجَاهِدٍ .
[ ص: 548 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يُوفُونَ بِالنَّذْرِ أَيِ : النَّذْرِ فِي الطَّاعَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا أَيْ : فَاشِيًا مُنْتَشِرًا ، الْفَرَّاءُ : مُسْتَطِيلًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : عَلَى شَهْوَتِهِمْ لَهُ .
وَقَوْلُهُ : {وَأَسِيرًا} : (الْأَسِيرُ) : الْمَأْخُوذُ مِنْ أَهْلِ دَارِ الْحَرْبِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ ، وَغَيْرُهُمَا .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ، وَغَيْرُهُمَا : هُوَ الْمَحْبُوسُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ أَيْ : يَقُولُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يُطْعِمُونَهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : عَلِمَ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ، فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا أَيْ : يُعْبَسُ فِيهِ ، فَهُوَ عَلَى النَّسَبِ ، وَ (الْقَمْطَرِيرُ) : الشَّدِيدُ فِي الشَّرِّ .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (الْعُبُوسُ) : الضَّيِّقُ ، وَ (الْقَمْطَرِيرُ) : الطَّوِيلُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11نَضْرَةً وَسُرُورًا أَيْ : نِعْمَةً وَفَرَحًا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنِ زَيْدٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : {نَضْرَةً} فِي الْوُجُوهِ ، وَ {وَسُرُورًا} فِي الْقُلُوبِ .
[ ص: 549 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا أَيْ : دُخُولَ جَنَّةٍ ، وَلُبْسَ حَرِيرٍ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=13لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا : (الزَّمْهَرِيرُ) : الْبَرْدُ الشَّدِيدُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=14وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا أَيْ : وَجَزَاهُمْ جَنَّةً دَانِيَةً؛ أَيْ : قَرِيبَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُ أَشْجَارِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=14وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا : (الْقُطُوفُ) : الثَّمَرُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : إِنْ قَامَ أَحَدُهُمُ؛ ارْتَفَعَتْ لَهُ ، وَإِنْ جَلَسَ؛ تَدَلَّتْ عَلَيْهِ ، وَإِنِ اضْطَجَعَ؛ دَنَتْ مِنْهُ ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَا يَرُدُّ أَيْدِيَهُمْ عَنْهَا بُعْدٌ وَلَا شَوْكٌ .