التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

إثبات الألف في {عما يتساءلون} هو الأصل، والحذف للفرق بين الاستفهام والخبر، وهو الأكثر.

[ ص: 14 ] وقوله: عن النبإ العظيم : ليس تعلق عن بـ يتساءلون الذي في التلاوة; لأنه كان يلزم دخول حرف الاستفهام; فيكون: أعن النبأ العظيم؟ كقولك: (كم مالك؟ أثلاثون أم أربعون؟)، فوجب- لما ذكرناه من امتناع تعلقه بـ يتساءلون الذي في التلاوة- أن يتعلق بـ يتساءلون آخر مضمر، وحسن ذلك; لتقدم يتساءلون .

وقوله: وجعلنا سراجا وهاجا : تعدت فيه (جعل) إلى مفعول واحد; لأنها بمعنى: (خلق)، وتعدت في وجعلنا نومكم سباتا وما بعده إلى مفعولين; لأنها بمعنى: (صير).

و (المعاش) في قوله: وجعلنا النهار معاشا : اسم زمان; ليكون الثاني هو الأول، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى: العيش، على تقدير حذف المضاف.

فأما الليل ; فهو لباس يغتشى فيه.

ومن قرأ: لابثين ; فهو اسم الفاعل من (لبث)، ويقويه: أن المصدر منه [ ص: 15 ] (اللبث); بالإسكان; كـ (الشرب)، ولو كان مثل: (فرق); لكان المصدر مفتوحا.

ومن قرأ: {لبثين}; فإنه شبهه بما هو خلقة في الإنسان; نحو: (حذر)، و (فرق); لأن باب (فعل) إنما هو لما يكون خلقة في الشيء في الأغلب.

و {أحقابا}: ظرف زمان، والعامل فيه لابثين ، أو {لبثين} على تعدية (فعل).

لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا : الجملة حال من المضمر في لابثين ، أو نعت لـ (أحقاب).

إلا حميما وغساقا : استثناء منقطع في قول من جعل (البرد) النوم، ومن جعله من (البرودة); كان إلا حميما وغساقا} بدلا منه.

وكذبوا بآياتنا كذابا : التشديد على (كذب)، والتخفيف مصدر أيضا.

[ ص: 16 ] أبو علي: التخفيف والتشديد جميعا مصدر (المكاذبة); كقول الأعشى: [من مجزوء الكامل]


فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه

أبو الفتح: جاءا جميعا مصدر (كذب) و (كذب) جميعا.

ومن ضم الكاف، وشدد; فهو في قول أبي حاتم: جمع (كاذب)، ونصبه على الحال.

أبو الفتح: يجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف; التقدير: وكذبوا بآياتنا كذابا كذابا; فيكون (الكذاب) واحدا; كـ (رجل حسان)، وشبهه، قال: ويجوز أن يكون أراد جمع (كاذب); لأنه جعله نوعا، ووصفه بالكذب; أي: كذبا كاذبا، ثم جمعه.

وكل شيء أحصيناه كتابا : انتصاب قوله: كتابا على المصدر، و {أحصيناه} بمعنى: كتبناه.

[ ص: 17 ] وقوله: عطاء حسابا : حسابا و {حسبا} بمعنى; ومعناه: كافيا، وكذلك من شدد، فقال: {حسابا}; كأنه قال: محسبا، إلا أنه جاء بالاسم على (فعال) من (أفعل); لأنه اسم من (أحسبه); أي: كفاه; كما جاء (أجبره، فهو جبار)، وقد تقدم ذلك.

والقول في: رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن في الرفع والجر ظاهر، وتقدير الوقف على تقدير الإعراب.

يوم ينظر المرء ما قدمت يداه : يجوز أن تكون {ما} مفعولة بمعنى: (الذي)، ويجوز أن تكون استفهاما بمعنى: أي شيء قدمت يداه؟

* * *

هذه السورة مكية، وعددها: إحدى وأربعون آية في البصري، وأربعون في بقية الأعداد، [لم يعدوا عذابا قريبا [40]].

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية