التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

معنى انفطرت و انشقت سواء.

وقوله: وإذا البحار فجرت : قيل: معناه: فجر بعضها إلى بعض; فامتلأت، عن قتادة، وقيل: فجرت كلها إلى موضع ذهب ماؤها فيه.

[ ص: 48 ] وقوله: وإذا القبور بعثرت أي: قلبت.

وقوله: علمت نفس ما قدمت وأخرت : القول فيه كالقول المتقدم في (سورة القيامة) [13].

وقوله: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم : قيل: إن هذا نزل في أسيد بن خلف.

الذي خلقك فسواك أي: جعلك على مقدار ما تدعو إليه الحكمة.

فعدلك أي: عدل خلقك، ومن خفف; فمعناه: فعدلك إلى أي الصور شاء.

في أي صورة ما شاء ركبك : في متعلقة بـ {ركبك}، ولا تتعلق بـ (عدلك) على قراءة من خفف; لأنك تقول: (عدلت إلى كذا)، ولا تقول: (عدلت في كذا); ولذلك منع الفراء التخفيف; لأنه قدر {في} متعلقة بـ (عدلك).

مجاهد: المعنى: ركبك في أي صورة شاء; من شبه أب، أو أم، أو غيرهما، وفيه حذف; والمعنى: في أي صورة ما شاء أن يركبك ركبك.

قوله: كلا بل تكذبون بالدين : يجوز أن تكون كلا بمعنى: (حقا)، أو (ألا)، فيبتدأ بها، ويجوز أن تكون بمعنى: (لا)، على أن يكون المعنى: ليس الأمر على ما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون، يدل على ذلك قوله: ما غرك بربك الكريم ، [ ص: 49 ] وكذلك قال نصير: المعنى: ليس كما غررت به، بل تكذب بالدين.

وقوله: وما هم عنها بغائبين يعني: أنهم إذا دخلوها لم يغيبوا عنها.

وقوله: وما أدراك ما يوم الدين أي: ما أدراك ما في يوم الدين للكفار؟ وما أدراك ما فيه للمؤمنين؟ وقيل: إن التكرير بمعنى التعظيم.

وقوله: والأمر يومئذ لله أي: لا يحكم يومئذ سواه كما يحكم المخلوقون في الدنيا، وإن كان حكمهم بقضاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية