السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2900 [ ص: 127 ] باب: فيمن غرس غرسا

وقال النووي: ( باب فضل الغرس والزرع ) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص213 ج10 المطبعة المصرية

[عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا: إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه: له صدقة وما أكل السبع منه: فهو له صدقة. وما أكلت الطير: فهو له صدقة. ولا يرزؤه أحد: إلا كان له صدقة" .]
(الشرح)

(عن جابر ) رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا: إلا كان ما أكل منه له صدقة. وما سرق منه له صدقة. وما أكل السبع منه: فهو له صدقة. وما أكلت الطير: فهو له صدقة. ولا يرزؤه أحد ) براء، ثم زاي بعدها همزة. أي: ينقصه ويأخذ منه: (إلا كان له صدقة ) .

وفي رواية: "لا يغرس مسلم غرسا ، ولا يزرع زرعا؛ فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا شيء: إلا كانت له صدقة" .

وفي رواية: "إلا كان له صدقة، إلى يوم القيامة" .

[ ص: 128 ] وفي هذه الأحاديث: فضيلة الغرس، وفضيلة الزرع، وأن أجر فاعلي ذلك: مستمر، ما دام الغرس والزرع، وما تولد منه: إلى يوم القيامة.

قال النووي: وقد اختلف العلماء في أطيب المكاسب وأفضلها؛

فقيل: التجارة.

وقيل: الصنعة باليد.

وقيل: الزراعة. وهو الصحيح.

قال: وقد بسطت إيضاحه، في آخر باب الأطعمة، من شرح المهذب.

وفي هذه الأحاديث أيضا: أن الثواب والأجر في الآخرة، مختص بالمسلمين، وأن الإنسان يثاب على ما سرق من ماله، أو أتلفته دابة أو طائر أو نحوها. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية