الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2900 [ ص: 127 ] باب: فيمن غرس غرسا

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب فضل الغرس والزرع ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص213 ج10 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا: إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه: له صدقة وما أكل السبع منه: فهو له صدقة. وما أكلت الطير: فهو له صدقة. ولا يرزؤه أحد: إلا كان له صدقة" .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر ) رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا: إلا كان ما أكل منه له صدقة. وما سرق منه له صدقة. وما أكل السبع منه: فهو له صدقة. وما أكلت الطير: فهو له صدقة. ولا يرزؤه أحد ) براء، ثم زاي بعدها همزة. أي: ينقصه ويأخذ منه: (إلا كان له صدقة ) .

                                                                                                                              وفي رواية: "لا يغرس مسلم غرسا ، ولا يزرع زرعا؛ فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا شيء: إلا كانت له صدقة" .

                                                                                                                              وفي رواية: "إلا كان له صدقة، إلى يوم القيامة" .

                                                                                                                              [ ص: 128 ] وفي هذه الأحاديث: فضيلة الغرس، وفضيلة الزرع، وأن أجر فاعلي ذلك: مستمر، ما دام الغرس والزرع، وما تولد منه: إلى يوم القيامة.

                                                                                                                              قال النووي: وقد اختلف العلماء في أطيب المكاسب وأفضلها؛

                                                                                                                              فقيل: التجارة.

                                                                                                                              وقيل: الصنعة باليد.

                                                                                                                              وقيل: الزراعة. وهو الصحيح.

                                                                                                                              قال: وقد بسطت إيضاحه، في آخر باب الأطعمة، من شرح المهذب.

                                                                                                                              وفي هذه الأحاديث أيضا: أن الثواب والأجر في الآخرة، مختص بالمسلمين، وأن الإنسان يثاب على ما سرق من ماله، أو أتلفته دابة أو طائر أو نحوها. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية