السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3034 باب ميراث الكلالة

وهو في النووي في: (كتاب الفرائض ) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص56 ج11 المطبعة المصرية

[عن شعبة: أخبرني محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، لا أعقل. فتوضأ، فصبوا علي من وضوئه، فعقلت. فقلت: يا رسول الله! إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الميراث.

فقلت لمحمد بن المنكدر: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة قال: هكذا أنزلت ].


[ ص: 185 ] (الشرح)

(عن جابر بن عبد الله ) رضي الله عنهما؛ (قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم وأنا مريض، لا أعقل. فتوضأ، فصبوا علي من وضوئه، فعقلت ) فيه: فضيلة عيادة المريض.

وفيه: التبرك بآثار الصالحين.

وفيه: ظهور آثار بركة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم".

واستدل به الجمهور: على طهارة الماء المستعمل في الوضوء والغسل، ردا على أبي يوسف القائل بنجاسته. وهي رواية عن أبي حنيفة.

وفي الاستدلال به نظر، لأنه يحتمل: أنه صب من الماء الباقي في الإناء. ولكن قد يقال: البركة العظمى: فيما لاقى أعضاءه "صلى الله عليه وآله وسلم" في الوضوء. والله أعلم.

(فقلت: يا رسول الله! إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الميراث. فقلت لمحمد بن المنكدر: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ؟ قال: هكذا أنزلت ) .

اختلفوا في اشتقاق الكلالة؛ [ ص: 186 ] فقال الأكثرون: مشتقة من "التكتل"، وهو التطرف. فابن العم مثلا، يقال له: "كلالة"، لأنه ليس على عمود النسب، بل على طرفه.

وقيل: من الإحاطة. ومنه: "الإكليل". وهو شبه عصابة تزين بالجوهر. فسموا "كلالة"، لإحاطتهم بالميت من جوانبه.

وقيل: مشتقة من: "كل الشيء"، إذا بعد وانقطع. ومنه قولهم: "كلت الرحم"، إذا بعدت وطال انتسابها. ومنه: "كل في مشيه"، إذا انقطع لبعد مسافته.

واختلف العلماء في المراد بها في الآية، على أقوال؛

أحدها: المراد: الوراثة، إذا لم يكن للميت ولد، ولا والد.

الثاني: أنه اسم للميت، الذي ليس له ولد ولا والد، ذكرا كان الميت أو أنثى. وبه قال أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عباس.

الثالث: أنه اسم للورثة، الذين ليس فيهم ولد ولا والد، احتجاجا بقول جابر: "إنما يرثني كلالة"، ولم يكن له ولد، ولا والد.

[ ص: 187 ] الرابع: أنه اسم للمال الموروث.

قال الشيعة: "الكلالة": من ليس له ولد، وإن كان له أب أو جد. فورثوا الإخوة مع الأب.

قال عياض: ذكر بعض العلماء: الإجماع على أن الكلالة: من لا ولد له، ولا والد.

التالي السابق


الخدمات العلمية