السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
3968 (باب منه)

وهو في النووي في: (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص108، 109 جـ 14، المطبعة المصرية

[ عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان -عام حج- وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر، كانت [ ص: 137 ] في يد حرسي. يقول: يا أهل المدينة ! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينهى عن مثل هذه، ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه: نساؤهم ].


(الشرح)

(عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنهم؛ (عام حج، وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر)، قال الأصمعي، وغيره: هي شعر مقدم الرأس، المقبل على الجبهة. وقيل: شعر الناصية.

(كانت في يد حرسي). كالشرطي: وهو غلام الأمير).

يقول: يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ينهى عن مثل هذه).

هذا السؤال للإنكار عليهم، بإهمالهم إنكار هذا المنكر، وغفلتهم عن تغييره.

وفي هذا: اعتناء الخلفاء، وسائر ولاة الأمور: بإنكار المنكر، وإشاعة إزالته، وتوبيخ من أهمل إنكاره، ممن توجه ذلك عليه.

(ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه: نساؤهم"). قال عياض: يحتمل أنه كان محرما عليهم؛ فعوقبوا باستعماله، وهلكوا بسببه.

[ ص: 138 ] وقيل: يحتمل أن الهلاك كان به، وبغيره، مما ارتكبوه من المعاصي. فعند ظهور ذلك فيهم: هلكوا.

وفيه: معاقبة العامة، بظهور المنكر. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية