الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3968 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي في: (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص108، 109 جـ 14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان -عام حج- وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر، كانت [ ص: 137 ] في يد حرسي. يقول: يا أهل المدينة ! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينهى عن مثل هذه، ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه: نساؤهم ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنهم؛ (عام حج، وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر)، قال الأصمعي، وغيره: هي شعر مقدم الرأس، المقبل على الجبهة. وقيل: شعر الناصية.

                                                                                                                              (كانت في يد حرسي). كالشرطي: وهو غلام الأمير).

                                                                                                                              يقول: يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ينهى عن مثل هذه).

                                                                                                                              هذا السؤال للإنكار عليهم، بإهمالهم إنكار هذا المنكر، وغفلتهم عن تغييره.

                                                                                                                              وفي هذا: اعتناء الخلفاء، وسائر ولاة الأمور: بإنكار المنكر، وإشاعة إزالته، وتوبيخ من أهمل إنكاره، ممن توجه ذلك عليه.

                                                                                                                              (ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه: نساؤهم"). قال عياض: يحتمل أنه كان محرما عليهم؛ فعوقبوا باستعماله، وهلكوا بسببه.

                                                                                                                              [ ص: 138 ] وقيل: يحتمل أن الهلاك كان به، وبغيره، مما ارتكبوه من المعاصي. فعند ظهور ذلك فيهم: هلكوا.

                                                                                                                              وفيه: معاقبة العامة، بظهور المنكر. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية