السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4118 باب: لا نوء

وقال النووي: (باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول، ولا يورد ممرض على مصح) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \النووي، ص216 ج14، المطبعة المصرية

[(عن أبي هريرة) رضي الله عنه، (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: "لا عدوى، ولا هامة، ولا نوء، ولا صفر ") ].


(الشرح)

معناه: لا تقولوا: مطرنا بنوء كذا، ولا تعتقدوه.

وفي حديث آخر: "أما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته: فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا: فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب". رواه مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، مرفوعا.

وفي "النوء" كلام طويل، لخصه ابن الصلاح؛ فقال: "النوء" في أصله: ليس هو نفس الكوكب. فإنه مصدر "ناء النجم ينوء، نوءا"، أي: سقط، وغاب. وقيل: نهض، وطلع.

واختلف أهل العلم، في كفر من قال: "مطرنا بنوء كذا" على [ ص: 385 ] قولين؟

أحدهما: هو كفر بالله، سالب لأصل الإيمان، مخرج من ملة الإسلام. قالوا. وهذا فيمن قال ذلك، معتقدا: أن الكوكب فاعل مدبر، منشئ للمطر. كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم. ومن اعتقد هذا، فلا شك في كفره. وإلى هذا: ذهب جماهير أهل العلم. وهو ظاهر الحديث.

والثاني: أن المراد: كفر نعمة الله، لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب. وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب.

ويؤيد هذا التأويل: الرواية الأخرى: "أصبح من الناس: شاكر وكافر". والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية