الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4118 باب: لا نوء

                                                                                                                              وقال النووي: (باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول، ولا يورد ممرض على مصح) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص216 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن أبي هريرة) رضي الله عنه، (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: "لا عدوى، ولا هامة، ولا نوء، ولا صفر ") ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              معناه: لا تقولوا: مطرنا بنوء كذا، ولا تعتقدوه.

                                                                                                                              وفي حديث آخر: "أما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته: فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا: فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب". رواه مسلم، عن زيد بن خالد الجهني، مرفوعا.

                                                                                                                              وفي "النوء" كلام طويل، لخصه ابن الصلاح؛ فقال: "النوء" في أصله: ليس هو نفس الكوكب. فإنه مصدر "ناء النجم ينوء، نوءا"، أي: سقط، وغاب. وقيل: نهض، وطلع.

                                                                                                                              واختلف أهل العلم، في كفر من قال: "مطرنا بنوء كذا" على [ ص: 385 ] قولين؟

                                                                                                                              أحدهما: هو كفر بالله، سالب لأصل الإيمان، مخرج من ملة الإسلام. قالوا. وهذا فيمن قال ذلك، معتقدا: أن الكوكب فاعل مدبر، منشئ للمطر. كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم. ومن اعتقد هذا، فلا شك في كفره. وإلى هذا: ذهب جماهير أهل العلم. وهو ظاهر الحديث.

                                                                                                                              والثاني: أن المراد: كفر نعمة الله، لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب. وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب.

                                                                                                                              ويؤيد هذا التأويل: الرواية الأخرى: "أصبح من الناس: شاكر وكافر". والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية