السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4439 باب فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما

وعبارة النووي : (باب من فضائل طلحة الخ) .

[ ص: 341 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 190 ، 191 ج 10 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان على جبل حراء، فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكن حراء! فما عليك: إلا نبي، أو صديق، أو شهيد" .

وعليه: النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، "رضي الله عنهم"


. )
(الشرح)

عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ كان على جبل حراء) بكسر الحاء ، والمد. هذا هو الصواب . قال النووي : والصحيح : أنه مذكر ، ممدود ، مصروف .

(فتحرك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "اسكن حراء! فما عليك : إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد" . وعليه : النبي ، صلى الله عليه) وآله (وسلم ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص . "رضي الله عنهم") .

وفي رواية أخرى، بلفظ : (كان على حراء : هو، وأبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير : فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "اهدأ [أي : اسكن ] فما عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد") .

[ ص: 342 ] وفي هذه الرواية : تقديم علي على عثمان.

قال النووي : هكذا وقع في معظم النسخ . وفي بعضها : تقديم عثمان على علي - كما في حديث الباب ، باتفاق النسخ - انتهى .

وفي هذا الحديث : معجزات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ منها : إخباره : "أن هؤلاء شهداء" . وماتوا كلهم - غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأبي بكر - : شهداء. فإن عمر، وعثمان ، وعليا ، وطلحة ، والزبير : قتلوا ظلما ، شهداء . فقتل الثلاثة مشهور .

وقتل الزبير : بوادي السباع ، بقرب البصرة ، منصرفا ، تاركا للقتال .

وكذلك : طلحة ، اعتزل الناس ، تاركا للقتال ، فأصابه سهم فقتله .

وقد ثبت : أن من قتل ظلما ، فهو شهيد . والمراد : شهداء في أحكام الآخرة ، وعظيم ثواب الشهادة .

وأما في الدنيا : فيغسلون ، ويصلى عليهم .

وفيه : بيان فضيلة هؤلاء ، وإثبات التمييز في الحجارة. وجواز التزكية والثناء على الإنسان : في وجهه ، إذا لم يخف عليه فتنة : بإعجاب ونحوه .

وأما ذكر "سعد بن أبي وقاص" في الشهداء ، فقال عياض : إنما سمي شهيدا ، لأنه مشهود له بالجنة . انتهى.

[ ص: 343 ] قلت : وعلى هذا جمع حديث الباب : قسمي الشهادة . وهذا من أبلغ الكلام ، وأحسن النظام ، لا يتأتى إلا ممن أوتي جوامع الكلم . عليه الصلاة والسلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية