الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4439 باب فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما

                                                                                                                              وعبارة النووي : (باب من فضائل طلحة الخ) .

                                                                                                                              [ ص: 341 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 190 ، 191 ج 10 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان على جبل حراء، فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكن حراء! فما عليك: إلا نبي، أو صديق، أو شهيد" .

                                                                                                                              وعليه: النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، "رضي الله عنهم"


                                                                                                                              . )

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ كان على جبل حراء) بكسر الحاء ، والمد. هذا هو الصواب . قال النووي : والصحيح : أنه مذكر ، ممدود ، مصروف .

                                                                                                                              (فتحرك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "اسكن حراء! فما عليك : إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد" . وعليه : النبي ، صلى الله عليه) وآله (وسلم ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص . "رضي الله عنهم") .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى، بلفظ : (كان على حراء : هو، وأبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير : فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "اهدأ [أي : اسكن ] فما عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد") .

                                                                                                                              [ ص: 342 ] وفي هذه الرواية : تقديم علي على عثمان.

                                                                                                                              قال النووي : هكذا وقع في معظم النسخ . وفي بعضها : تقديم عثمان على علي - كما في حديث الباب ، باتفاق النسخ - انتهى .

                                                                                                                              وفي هذا الحديث : معجزات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ منها : إخباره : "أن هؤلاء شهداء" . وماتوا كلهم - غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأبي بكر - : شهداء. فإن عمر، وعثمان ، وعليا ، وطلحة ، والزبير : قتلوا ظلما ، شهداء . فقتل الثلاثة مشهور .

                                                                                                                              وقتل الزبير : بوادي السباع ، بقرب البصرة ، منصرفا ، تاركا للقتال .

                                                                                                                              وكذلك : طلحة ، اعتزل الناس ، تاركا للقتال ، فأصابه سهم فقتله .

                                                                                                                              وقد ثبت : أن من قتل ظلما ، فهو شهيد . والمراد : شهداء في أحكام الآخرة ، وعظيم ثواب الشهادة .

                                                                                                                              وأما في الدنيا : فيغسلون ، ويصلى عليهم .

                                                                                                                              وفيه : بيان فضيلة هؤلاء ، وإثبات التمييز في الحجارة. وجواز التزكية والثناء على الإنسان : في وجهه ، إذا لم يخف عليه فتنة : بإعجاب ونحوه .

                                                                                                                              وأما ذكر "سعد بن أبي وقاص" في الشهداء ، فقال عياض : إنما سمي شهيدا ، لأنه مشهود له بالجنة . انتهى.

                                                                                                                              [ ص: 343 ] قلت : وعلى هذا جمع حديث الباب : قسمي الشهادة . وهذا من أبلغ الكلام ، وأحسن النظام ، لا يتأتى إلا ممن أوتي جوامع الكلم . عليه الصلاة والسلام .




                                                                                                                              الخدمات العلمية