السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
وقال (في التحفة) : "الشج" : كسر عظم الرأس . "والبج" : الطعن بالرمح . ولعل المراد به : مطلق الطعن .

"والفل" : كسر حرف الإناء ، والسيف . والمراد به : الضرب المبرح ، الذي يظهر أثره في الجسد . وقيل : هو كسر السن .

والترديد: على سبيل منع الخلو . فلا ينافي الاجتماع . ولذا قالت : (أو جمع كلا لك) . أي : من الشج ، والفل . انتهى.

وفي رواية الزبير : "إن حدثته : سبك . وإن مازحته : فلك . وإلا جمع كلا لك" .

فوصفته - كما قال عياض - : بالحمق ، والتناهي في سوء العشرة ، وجمع النقائص : بأن يعجز عن قضاء وطرها ، مع الأذى . فإذا حدثته : سبها . وإذا مازحته : شجها . وإذا أغضبته : كسر عضوا من أعضائها ، أو شق جلدها، أو أغار على مالها، أو جمع كل ذلك : من الضرب ، والجرح ، وكسر العضو ، وموجع الكلام ، وأخذ المال.

وفي هذا القول من البديع : المطابقة ، والالتزام في قولها :

[ ص: 441 ] "شجك ، فلك ، بجك ، جمع كلا لك" . والتقسيم ، وبديع الوحي والإشارة ، بقولها : "كل داء له داء" . وهو من لطيف الوحي والإشارة . وهي جملة أنبأت -بوجازة ألفاظها- . وأعربت - بلطائف إشاراتها - : عن معان كثيرة . انتهى.

قلت : والخطاب فيها : لكل واحدة منهن ، على سبيل البدلية . أو للكل ، فإن "ضمير المخاطبة" : يجوز لجماعة النساء .

وقيل : فيه التفات من التكلم إلى الخطاب . وأرادت به : نفسها . قال في (التحفة) : ولا يخفى ما فيه من البعد.

قال: ذمته بالضرب ، لما أن الضرب كان يشق عليهن ، حتى إذا كن سمعن برجل يضرب النساء : ينفرن عنه ، ويقلن : "إنه لا يضع العصا عن عاتقه" . أي : يضرب دائما . ولذلك : لا يضربون نساءهم ، إذا أحبوهن . قال شريح:


رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني يوم أضرب زينبا وقال الحماسي:

    وما أنا بالساعي إلى أم عاصم
لأضربها إني إذا لجهول



ففيه إشارة ، إلى أن زوجها : لا يحبها .

[ ص: 442 ] (قالت) المرأة (الثامنة) ، وهي "ناشرة بنت أوس" ، تمدح زوجها : (زوجي : الريح ريح زرنب) نوع من الطيب معروف .

قال في القاموس : "الزرنب" : طيب ، أو شجر طيب الرائحة، والزعفران .

وقيل : أرادت : طيب ريح جسده .

وقيل : طيب ثيابه في الناس .

وقيل : طيب العرق : لنظافته ، واستعماله الطيب .

وقيل : يحتمل : أن تكون كنت بذلك : عن طيب الثناء عليه ، لجميل معاشرته .

قال (في التحفة الصديقية) : "الريح" : الرائحة . والظاهر : أن المراد به : "ريح الفم" ، فإن "الزرنب" : يشبه ريح الفم بريحه . على أن "طيب الفم" ، كان أحب إليه . كما أن "البخر" كان مكروها لهن .

و"النكهة" أيضا : ريح الفم . ويجوز أن يراد بها : مطلق الرائحة الطيبة . فإنها أيضا كانت أحب إليهن .

قال البيجوري : وفي (الفائق) : أن الزاي والذال في هذا اللفظ لغتان ؛ والمعنى هو : لين البشرة ، طيب الرائحة .

(والمس) منه : (مس أرنب) . قال النووي : صريح في لين الجانب ، وكرم الخلق .

[ ص: 443 ] وقال القسطلاني : وصفته بأنه : ناعم الجسد ، كنعومة وبر الأرنب .

أو كنت بذلك : عن حسن خلقه ، ولين جانبه . انتهى.

قال البيجوري : يعني "في اللين والنعومة" ، فهو تشبيه بليغ . .

وفي التحفة : "المس" : اللمس . وهو مصدر مجهول ، أضيف إلى المفعول . ولا يضاف في مواقع الذم والمدح : إلا إليه. و "الأرانب" : معروفة بلين المس ، ونعومة الجلد . انتهى.

قال عياض : هذا من التشبيه بغير أداة . وفيه : حسن المناسبة ، والمقابلة بقولها: "المس مس أرنب" ، والالتزام في قولها "أرنب ، وزرنب" فإنها التزمت الراء والنون.

وزاد الزبير بن بكار ، والنسائي : من رواية "عقبة" : (وأنا أغلبه ، والناس يغلب) . فوصفته - مع جميل العشرة لها ، والصبر عليها - : بالشجاعة . وهذا كما حكاه صاحب "تحفة النفوس" : أن صعصعة بن صوحان ، قال يوما لمعاوية بن أبي سفيان : كيف ننسبك إلى العقل ، وقد غلبك نصف إنسان ؟ - يريد : امرأته "فاختة بنت قرطة" - فقال : إنه يغلبن الكرام ، ويغلبهن اللئام .

[ ص: 444 ] قال عياض : وقولها: "والناس يغلب" فيه نوع من البديع ، يسمى : "التتميم" ؛ لأنها لو اقتصرت على قولها : "وأنا أغلبه" : لظن أنه : جبان ضعيف . فلما قالت : "والناس يغلب" : دل على أن غلبها إياه ، إنما هو من كرم سجاياه . فتممت بهذه الكلمة : المبالغة في حسن أوصافه .

(قالت) المرأة (التاسعة) ولم تسم ، تمدح زوجها : (زوجي رفيع العماد) ، بكسر العين . وهو "العمود" الذي يدعم به البيت.

تعني : أن البيت الذي يسكنه : رفيع العماد ، ليراه الضيفان ، وأصحاب الحوائج : فيقصدوه ، كما كانت بيوت الأجواد يعلونها، ويضربونها في المواضع المرتفعة : ليقصدهم الطارقون والطالبون . أو هو مجاز : عن زيادة شرفه ، وعلو ذكره .

قال النووي : "أصل العماد" : عماد البيت . وجمعه : "عمد" . وهي العيدان التي تعمد بها البيوت .

أي : بيته في الحسب : "رفيع في قومه" .

وفي التحفة : "العماد" : جمع "عمادة" . وهو البناء المرتفع . وبه فسر قوله تعالى : ذات العماد . ثم اشتهر في كل كريم : له حسب شريف ، ومجد منيف ، وإن لم يكن له عمادة .

قال البيجوري : أي : شريف الذكر ، ظاهر الصيت . فكنت بذلك : عن علو حسبه ، وشرف نسبه . إذ العماد في الأصل : "عمد تقوم عليه [ ص: 445 ] الأبنية" أو "الأبنية الرفيعة" . قال: ويصح إرادة حقيقته. فإن بيوت الأشراف ، أعلى وأغلى : من بيوت الأحاد .

(طويل النجاد) بكسر النون ، على وزن "كتاب" . قال في القاموس : "حمائل السيف" . أي : طويل القامة . وفي ضمن كلامها : أنه "صاحب سيف" ، فأشارت إلى شجاعته .

زاد البيجوري : طول القامة ممدوح عند العرب ، لاسيما : عند أرباب الحرب ، والشجاعة .

وقال النووي : "الطويل" ، يحتاج إلى طول حمائل سيفه . والعرب تمدح بذلك . والمعاني متقاربة . زاد في التحفة : وهو مدح في الرجال . ثم كنى به : عن نيل ما لا يناله الصغار ، من المكارم . حتى قيل لكل كريم ، بلغ العلى والمكارم : "طويل" . كما قيل لكل كريم نقي العرض : "أبيض" ، وإن لم يكن أبيض .

ومنه قول أبي طالب (فيه صلى الله عليه وآله وسلم) :


وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

انتهى .

قلت : هذه الدعوى ، أن منه قول أبي طالب المذكور : لا تصح ؛ إذ ظاهرها يشعر : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يكن "أبيض" .

[ ص: 446 ] وقول أبي طالب: كناية عن نقي العرض . وليس كذلك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كان أبيض المحيا ، أزهر اللون ، مليح الوجه ، صبيح الصورة ، كما تظاهرت بذلك الأدلة الصحيحة . نعم : إنه صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يكن الأبيض الأمهق . وهذا لا ينافي أنه أبيض ، مشرب بحمرة . فقول أبي طالب فيه صلى الله عليه وآله وسلم : "أبيض" : تصريح في المراد منه ، وهو : "الأبيض المشرب بحمرة" . وليس بكناية عن نقي العرض ، وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نقي العرض أيضا .

(عظيم الرماد) . "الرماد" معروف . و "كثير الرماد" : كناية عن الجواد ، الذي يطعم المساكين ، ويقري النازلين . فله : قدور مرفوعة ، وجفان موضوعة .

قال البيجوري : معناه : "عظيم الكرم والجود" . فهو من قبيل الكناية ، لأنه أطلق لفظ "عظيم الرماد" ، وأريد : لازم معناه . فإن عظم الرماد : يستلزم كثرة الوقود . وهي تستلزم : كثرة الخبز والطبخ . وهي تستلزم : كثرة الضيفان والوفود . وهي تستلزم : عظم الكرم . فهو لازم لعظم الرماد ، بوسائط .

وقال النووي : تصفه بالجود ، وكثرة الضيافة : من اللحوم ، والخبز ، فيكثر وقوده ، فيكثر رماده .

وقيل : لأن ناره لا تطفأ بالليل ، لتهتدي بها الضيفان . والأجواد : [ ص: 447 ] يعظمون النيران في ظلام الليل ، ويوقدونها على التلال ومشارف الأرض ، ويرفعون الأقباس على الأيدي ، لتهتدي بها الضيفان .

قال القسطلاني : وهذه الكناية عندهم ، من الكنايات البعيدة ؛ لأن الانتقال فيها - من الكناية إلى المطلوب بها - : بواسطة ؛ فإنه ينتقل من كثرة الرماد ؛ إلى كثرة إحراق الحطب ، تحت القدور . ومن كثرة الإحراق ؛ إلى كثرة الطبائخ . ومنها إلى كثرة الآكلين . ومنها إلى كثرة الضيفان .

قال: وهاهنا فائدة جليلة ، في الفرق بين الكناية والمجاز . ثم نقلها عن خط التقي السبكي ، لا أذكرها ههنا : روما للاختصار .

(قريب البيت من الناد) قال النووي : هو في النسخ : "النادي" بالياء . وهو الفصيح في العربية . لكن المشهور في الرواية : حذفها ، ليتم السجع.

قال في التحفة : وإنما يقال : "النادي" لمجلس يجتمع فيه القوم، في النهار ، وينادي فيه بعضهم بعضا .

قال : وقرب البيت من النادي : كناية عن كثرة شهوده . وهو كناية : عن كون الرجل ممن يستضاء برأيه ، ويستفاد من ماله ، فإن البخيل : لم [ ص: 448 ] يكن يشهد مجلسهم، كالسفيه .

وصفته "بالكنايات" : إشعارا بأنه موصوف بالمعاني الحقيقية ، والمجازية . لعدم التنافي بينهما، في الكنايات . وأنه : متمكن في الأذهان ، كمعاني هذه الكنايات . ولما أن في هذه الكنايات : إيماءات إلى صفات أخرى . ولا يخفى ما في "العماد ، والنجاد ، والرماد ، والناد" : من التقفية . وفي "الرفيع ، والطويل ، والعظيم ، والقريب" : من اتحاد الوزن . وهو يورث زيادة حسن . انتهى.

قال البيجوري : معناه : قريب المنزل من النادي الذي هو الموضع ، الذي يجتمع فيه وجوه القوم : للحديث . وهذا شأن الكرام ، فإنهم يجعلون منازلهم قريبة من النادي : تعرضا لمن يضيفهم . فيكون الغرض من ذلك : الإشارة إلى كرمه . لكنه علم من قوله : "عظيم الرماد" .

ويحتمل : أن يكون الغرض منه : الإشارة إلى أنه : حاكم ، لا يكون بيته إلا قريبا من النادي . انتهى.

قال النووي : قال أهل اللغة : النادي ، والناد، والندي ، والمنتدى : مجلس القوم . وصفته : بالكرم ، والسؤدد: لأنه لا يقرب البيت من النادي : إلا من هذه صفته . لأن الضيفان : يقصدون النادي . ولأن أصحاب النادي : يأخذون ما يحتاجون إليه في مجلسهم : من بيت [ ص: 449 ] قريب النادي . واللئام يتباعدون من النادي . انتهى.

قال القسطلاني : وفي قولها - من البديع - : المناسبة ، والاستعارة ، والإرداف، والتتبع ، وحسن التسجيع . فناسبت : ألفاظها ، وقابلت كلماتها ، بقولها : "رفيع العماد ، طويل النجاد" . فكل لفظة : على وزن صاحبتها ، إلى آخر ما قال . فراجع .

قال عياض : إذا لمحت كلام هذه وتأملته : ألفيتها لأفانين البلاغة : "جامعة" . وبعلم البيان ، وبعض الإيجاز والقصد : "قارعة" .

(قالت) المرأة (العاشرة) واسمها : "كبشة" كاسم - الخامسة - بنت "الأرقم" بالراء والقاف ، تمدح زوجها : (زوجي مالك) أي : اسمه مالك . (وما مالك؟) وفي نسخة : "فما" . و "ما" : استفهامية : للتعجب ، والتعظيم . أي : أي شيء هو مالك؟ ما أعظمه وأكرمه! (ما لك خير من ذلك) بكسر الكاف : زيادة في الإعظام ، وترفيع المكانة ، وتفسير لبعض الإبهام . وأنه خير مما أشير إليه من ثناء ، وطيب ذكر . قاله القسطلاني .

وقال البيجوري : معناه : خير من كل زوج سبق ذكره ، أو من زوج التاسعة . أو مما ستذكره فيه بعد ، أي : خير من ذلك الذي أقوله في حقه . (له) أي : لزوجي (إبل كثيرات المبارك) . "الإبل" بكسرتين، وقد تسكن الباء : "واحد" يقع على الجمع . لا جمع ، ولا اسم جمع ؛ ولذا [ ص: 450 ] يثنى ، ويجمع : فيقال "إبلان" و"آبال" . مرفوع على الابتداء . والتنكير للكثرة.

"والمبارك" ، بفتح الميم: جمع "مبرك" ، وهو موضع البروك ، أو زمانه ، أو مصدر ميمي بمعنى "البروك" . من "بركت الإبل" : إذا قعدت على هيئة قعودها .

قال النووي : معناه : أن له إبلا كثيرا ، فهي باركة بفنائه : لا يوجهها، تسرح إلا قليلا ، قدر الضرورة . ومعظم أوقاتها : تكون باركة بفنائه . فإذا نزل به الضيفان : كانت الإبل حاضرة ، فيقريهم من ألبانها ولحومها .

ولفظ القسطلاني : أي كثيرة ، ومباركها كذلك . أو كثيرا ما تثار فتحلب ، ثم تبرك فتكثر مباركها لذلك .

وقيل : مباركها كثيرة ، لكثرة ما ينحر منها للأضياف . قال هؤلاء : ولو كانت كما قال الأولون : لماتت هزالا . وهذا ليس بلازم ؛ فإنها تسرح وقتا تأخذ فيه حاجتها ، ثم تبرك بالفناء .

وقيل "كثيرات المبارك" : أي مباركها في الحقوق ، والعطايا ، والحمالات ، والضيفان : كثيرة . ومراعيها قليلة ، لأنها تصرف في هذه [ ص: 451 ] الوجوه . قاله ابن السكيت .

(قليلات المسارح) جمع : "مسرح" . من "سرح الإبل" ، إذا ساقها إلى المرعى ، ورعاها . وكل من : كثرة المبارك ، وقلة المسارح : كناية عن حبس الإبل في البيت . وكانوا يحبسونها في بيوتهم للأضياف : لئلا يتأخر القرى عنهم ، ولمن لزمهم الآية والغرامة : لئلا يتأخر الأداء عنهم.

(إذا سمعن صوت المزهر) بكسر الميم ، وسكون الزاي : العود ، الذي يضرب به عند الغناء.

قال النووي : أرادت : أن زوجها عود "إبله" ، إذا نزل به الضيفان : نحر لهم منها ، وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب . فإذا سمعت "الإبل" صوت المزهر : علمن أنه : قد جاءه الضيفان ، وأنهن منحورات هوالك .

قال : هذا تفسير أبي عبيد ، والجمهور .

قال عياض : وقال أبو سعيد النيسابوري : إنما هو "إذا سمعن صوت المزهر" بضم الميم ، وهو موقد النار للأضياف . قال: ولم تكن العرب تعرف "المزهر" بكسر الميم ، الذي هو العود ، إلا من خالط الحضر . قال القاضي : وهذا خطأ منه ، لأنه لم يروه أحد : "بضم الميم" ، ولأن "المزهر" ، بكسر الميم : مشهور في أشعار العرب ، ولأنه لا يسلم له : أن [ ص: 452 ] هؤلاء النسوة من غير الحاضرة . فقد جاء في رواية : "أنهن من قرية ، من قرى اليمن" . انتهى .

قال صاحب التحفة : "المزهر" بكسر الميم ، لا بضمها - كما توهمه النيسابوري - : من يوقد النار تحت القدور ، للأضياف.

قال: وهذا أظهر من أن يؤخذ بمعنى "العود" ، الذي هو آلة من آلات اللهو، كما ذهب إليه بعضهم ، بل أكثرهم : فإنه لا يظهر حينئذ الملازمة بين المقدم والتالي ، في قولها : "إذا سمعن صوت المزهر" ، (أيقن أنهن الهوالك) : ظهورا بيناه كما لا يخفى. وإن كانت عادتهم : أنهم - إذا طربوا ، وشربوا ، واشتغلوا بضرب الأعواد - : نحروا الإبل . ولكن هذا الأمر لم يكن مستمرا ، بل كان تارة . ومقام المدح يقتضي الكثرة والدوام.

وما قيل من أن زوجها، كان معتادا : بأن يتلقى الأضياف والقوافل بالأعواد والمعازف : فهو احتمال محض .

"والإيقان" : العلم بالاستدلال . ولذا لا يقال على علمه تعالى .

"والهوالك" جمع : "هالكة" . من "هلك" لازما .

وفيه : تصريح بكمال جوده وبذله . انتهى.

[ ص: 453 ] قال القسطلاني : والحاصل : أنها جمعت في وصفها له : بين الثروة ، والكرم ، وكثرة القرى والاستعداد له .

(قالت) المرأة (الحادية عشرة) . وفي بعض النسخ : "الحادي عشرة" . وفي بعضها : "الحادية عشر" . قال النووي : والصحيح الأول. وهي : "أم زرع" بنت أكيمل بن ساعدة ، اليمنية . واسمها - في ما حكاه ابن دريد - : "عاتكة" : تمدح زوجها: (زوجي أبو زرع ) كنته بذلك لكثرة زرعه ، كما يدل عليه ما زاد الطبراني ؛ من قولها : "صاحب نعم وزرع" .

ويحتمل : أنها كنته بذلك : تفاؤلا بكثرة أولاده . ويكون الزرع بمعنى الولد .

(وما أبو زرع ) وفي رواية : "فما" .

أخبرت أولا : باسمه . ثم عظمت شأنه بهذا اللفظ . أي : إنه لشيء عظيم . كقوله تعالى : الحاقة ما الحاقة وما استفهامية : للتعجب والتعظيم ، كما تقدم في نظائرها . سئل بها عن وصفه.

التالي السابق


الخدمات العلمية